بقلم: عصام سالم
المشهد الذي عاشته الكرة الإماراتية، في مربع الذهب الآسيوي، ليس أول اللحظات الصعبة التي يمر بها «الأبيض»، والجديد هذه المرة أن الخسارة على الأرض وبين الجماهير الحاشدة، التي ضاقت بها مدرجات استاد محمد بن زايد، أملاً في التأهل إلى النهائي الآسيوي، في تكرار مشهد عاشته الكرة الإماراتية قبل 23 عاماً.
والغريب والعجيب أننا لا نستوعب دروس الماضي، لذا فإننا ندور في حلقة مفرغة دون أن تكون لدينا رؤية واضحة من أجل مستقبل أفضل، وتعودنا في كل الإخفاقات الوقوف طويلاً عند شماعة المدرب، وكأن مجرد إبعاده من شأنه أن يضع حداً لكل المشاكل الكروية.
وقد يتساءل البعض وهل الوصول إلى نصف النهائي الآسيوي يعد إخفاقاً، وأبادر وأقول إنه لا أحد كان يتوقع أن يتجاوز «الأبيض» حدود الدور الثاني، بعد أن قدمت له القرعة خدمة جليلة ووضعته ضمن مجموعة تضم منتخبات تقبع في ترتيب متأخر في التصنيف الآسيوي والدولي، ومع ذلك افتقد «الأبيض» الإقناع والإمتاع، ووضعت جماهيره يدها على قلبها مهما كان حجم المنافس، واتفقت الآراء على أن الترتيب النهائي للمجموعة لم يكن منصفاً، فالمنتخب الهندي، أفضل منتخبات المجموعة، غادر المشهد الآسيوي، بينما تأهل «الأبيض» برغم تراجع أدائه بصدارة المجموعة، وأمام فريق قيرغيزستان، قليل الخبرة والذي يشارك للمرة الأولى في النهائيات الآسيوية، عانى الأمرين، واضطر للجوء إلى الوقت الإضافي، حتى يتمكن من تجاوز المنتخب الذي كرمه رئيس البلاد، لما قدمه أمام منتخب الإمارات في أول ظهور له في ربع النهائي الآسيوي.
ولما جاء موعد مواجهة منتخب أستراليا حامل اللقب، استثمر علي مبخوت خطأ المدافع الأسترالي وسجل هدف المباراة الوحيد، ولولا ذلك ما سجل «الأبيض» لو استمرت المباراة يوماً كاملاً !
والمهم في كل ذلك السرد أن نتفق على أن «الأبيض» لم يكن مقنعاً، لا في «خليجي 23» بالكويت، حتى لو وصل إلى المباراة النهائية، ولا في النهائيات الآسيوية، حتى لو تأهل إلى نصف النهائي، فالجماهير التي تابعت منتخبها في أولمبياد لندن أو في «خليجي 21» بالبحرين كانت تمني النفس باستمرار مسلسل الإقناع والإمتاع الذي كان يحسد عليه الآخرون الكرة الإماراتية.
وأتصور أن الخسارة الأخيرة، يجب أن تعيد صياغة كل عناصر اللعبة، حتى تستعيد الكرة الإماراتية هويتها وهيبتها، إقليمياً وقارياً ودولياً.
×××
إذا كان الإيطالي زاكيروني شجاعاً عندما اعترف عقب نهاية مباراة أمس الأول أنه يتحمل مسؤولية الخسارة، وأنه آن الأوان ليقول للكرة الإماراتية «وداعاً» هل تعترف بقية عناصر اللعبة بالمشاركة في مسؤولية ما حدث؟
وهل لدينا رغبة حقيقية في إعادة ترتيب البيت الكروي، أم أننا سنكتفي بـ«المسكنات»؟