بقلم: عصام سالم
بما أن «الأبيض» أنجز المطلوب، وتأهل إلى ربع النهائي، ضمن الثمانية الكبار، بتغلبه على قيرغيزستان بثلاثة أهداف لهدفين، فإن «المنطق الوحيد» يفرض أن نواصل دعم المنتخب ومؤازرته، لعل وعسى يتجاوز «الكنجارو» الأسترالي حامل اللقب، ويواصل مشواره بالبطولة.
ولا مجال الآن أن نتوقف كثيراً عند حالة التناقض، ما بين سعادتنا بالنتيجة وعدم ارتياحنا للأداء، أو بكم الأخطاء التي ارتكبها الفريق، وكادت تضع آماله وأحلامه في مهب الريح.
ولن نتوقف عند عدد الفرص التي لاحت لكل منتخب واجهه «الأبيض» بالبطولة، حتى الآن قياساً بعدد الفرص القليلة التي أتيحت لمهاجمي المنتخب، كما لن نتوقف عند حالة القلق التي انتابت الجميع طوال 120 دقيقة، حافلة بكل ألوان الشد العصبي، بعد أن تعادل قيرغيزستان في الدقيقة 92، وكاد يدرك التعادل مجدداً في الثانية الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، بعد أن تولت العارضة مهمة الدفاع عن عرين خالد عيسى الذي قدم أقل مستوى له في البطولة، ويحسب للعارضة أنها لا تزال تتعاطف مع «الأبيض»، بعد موقفها المشرف في لقاء الهند.
ومن مكاسب المباراة التي تلاعبت بأعصاب جماهير «الأبيض» طوال فتراتها، أنها قدمت القائد إسماعيل مطر في أفضل صورة، هجومياً ودفاعياً، كما واصل علي سالمين أداءه الجيد، ليثبت أنه أحد اكتشافات البطولة الحالية.
ولن نقول أكثر من أن المنتخب مطالب بتصحيح العديد من الأخطاء، قبل المهمة الأصعب مع أستراليا، أملاً في التأهل إلى مربع الذهب للمرة الثانية على التوالي.
××××
منتخب قيرغيزستان الذي تأهل إلى الدور الثاني في أول مشاركة له بالبطولة، جاء نتاج خطة طموح، برغم ضعف الإمكانات المادية، حتى أن خطة إعداد المنتخب لكأس آسيا خلال ثلاث سنوات لم تتكلف أكثر من مليون ونصف مليون دولار، ومع ذلك كانت لدى المسؤولين رغبة حقيقية، في أن تكون لهم بصمة في أهم بطولة آسيوية، ويكفي المستوى الرائع الذي قدمه المنتخب أمام الصين برغم الخسارة، وفوزه بثلاثية على الفلبين، وإحراجه «الأبيض» حتى الثانية الأخيرة.
×××
بعد فوز المنتخب السعودي الشقيق على لبنان وكوريا الشمالية، أكدت أن هذين الفوزين لا يعنيان أن «الأخضر» في أفضل حالاته، وأن الفريق يعاني العديد من المشكلات، على رأسها غياب رأس الحربة، فضلاً عن غياب صانع ألعابه المتميز سلمان الفرج.
ودفع «الأخضر» فاتورة ذلك في آخر مباراتين، فخسر أمام قطر بهدفين للاشيء، وأمام اليابان في الدور الثاني بهدف للاشيء، أي أنه لم يسجل هدفاً واحداً طوال 180 دقيقة، ليودع المنتخب البطولة من دون أن يحقق حلم استعادة اللقب الآسيوي الغائب عن الخزينة السعودية منذ 23 سنة، واكتفى
«الأخضر» بالاستحواذ السلبي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، بينما لجأ المنتخب الياباني إلى الأداء التجاري بتأمين وسط ملعبه، فاحتفظ بهدف الفوز.
وبالطبع فإن علاقة «الأخضر» مع مدربه بيتزي قد وصلت إلى خط النهاية، في انتظار موقف الاتحاد السعودي، من مسألة التجديد من عدمه، برغم أن كل الدلائل كانت تشير إلى انتهاء مهمة بيتزي مع «الأخضر»، بنهاية مشوار الفريق بالمونديال الروسي، لولا الهدف الذي سجله سالم الدوسري في مرمى مصر في نهاية المجموعة، فكافأه الاتحاد السعودي بالاستمرار على رأس الجهاز الفني للمنتخب.