بقلم: عصام سالم
تنفرد مصر بأنها الدولة الوحيدة في العالم، التي كلما كبر عمر اللاعب طالب بمبالغ مالية أكبر بكثير مما حصل عليه وهو في ريعان شبابه وقمة تألقه الكروي، ولا أدل على ذلك مما حدث مع أحمد فتحي لاعب النادي الأهلي (35 سنة)، الذي رفض تجديد تعاقده مع ناديه لمدة موسمين مقابل 11 مليون جنيه سنوياً، وفضّل الانتقال إلى نادي بيراميدز لمدة ثلاثة مواسم نظير 15 مليوناً سنوياً، وبذلك يصبح أغلى لاعب في مصر في هذه المرحلة العمرية.
ومع قناعتنا الكاملة بأن عالم الاحتراف لا يعترف بمسمى (ابن النادي)، وأن الأمور تحكمها نظرية (العرض والطلب)، وأنه طالما أن النادي من حقه أن يبحث عن مصلحته بالاستغناء عن خدمات أي لاعب، كما حدث مع حسام عاشور كابتن النادي الأهلي والحاصل معه على 35 بطولة، فإن اللاعب أيضاً من حقه أن يبحث عن مصلحته بتأمين مستقبله ومستقبل أبنائه، فالاحتراف (بلا قلب)، والغاية تبرر الوسيلة حتى لو كانت على حساب علاقة طويلة حافلة بالألقاب والإنجازات ولحظات الانتصار والانكسار. !
وبالتأكيد فإن العامل المادي لم يكن وحده وراء انتقال أحمد فتحي كابتن النادي الأهلي من (قلعة الشياطين) إلى نادي بيراميدز، الذي أعاد ترتيب العديد من الأوراق في الكرة المصرية، بل كان أحد الأهداف ضمان المشاركة أساسياً على أمل العودة إلى صفوف المنتخب الوطني، لا سيما أنه لاعب لديه (ديناميكية تكتيكية)، بإجادته اللعب بكفاءة في أكثر من مركز.
×××
في الوقت الذي انشغلت فيه الجماهير بـ (ملايين أحمد فتحي)، أعلن 13 نادياً ألمانياً إفلاسهم بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذي لا يزال يمارس هوايته بإصابة الحركة الرياضية على مستوى العالم بالشلل التام.
×××
أعتقد أن اليابان كانت تخدع العالم عندما أعلنت أنه ليس لديها أي مانع صحي لإقامة أولمبياد طوكيو في موعده يوم 24 يوليو المقبل، وإلا بماذا يمكن أن نفسر إعلان اليابان عن معاناة مواطنيها من فيروس كورونا، فور تأجيل اللجنة الأولمبية الدولية الأولمبياد لمدة عام؟.
××××
أحد إيجابيات الفيروس اللعين أنه أعاد ترتيب الأولويات في مجتمعاتنا العربية، فالصدارة أصبحت لـ (الجيش الأبيض) من أطباء وممرضين، حتى إن الجميع بات يطالب بمنحهم كل الحقوق تقديراً وامتناناً بدورهم الإنساني العظيم، علماً بأن بدل العدوى للطبيب في مصر 19 جنيهاً فقط. !