بقلم: عصام سالم
آخر ما كنا نتوقعه أن يأتي اليوم الذي تدير فيه امرأة مباراة بحجم وقيمة السوبر الأوروبي، ما بين ليفربول بطل دوري أبطال أوروبا، وتشيلسي بطل الدوري الأوروبي.
وكانت مدام ستيفاني فرابارت «35 عاماً»، بطلة المشهد الذي تابعه ملايين المشاهدين حول العالم، وبقدر ما كان تخوفهم من فشل التجربة، على اعتبار ارتباط كرة القدم بالثقافة الذكورية منذ نشأتها وحتى عهد قريب، بقدر ما كان إعجابهم، وهم يتابعون براعة وكفاءة «المدام» طوال المباراة التي تواصلت لمدة 120 دقيقة، وعدم حسمها إلا بركلات الترجيح، وقبلها قدرة ستيفاني على التعامل مع المواقف المعقدة، ومنها ركلة الجزاء التي لم تحتسبها لمصلحة ساديو مانيه، وإلغاؤها هدفاً لفريق تشيلسي، دون خوف أو تردد.
ونسي من شكك في قدرة ستيفاني ومساعداتها أنها كانت أول «حكمة» تدير مباراة في الدوري الفرنسي، كما أنها أدارت نهائي مونديال السيدات بفرنسا ما بين أميركا وهولندا، وأتوقع أن يفتح نجاحها الأبواب أمام العديد من الاتحادات للاستعانة بالسيدات في إدارة مباريات الرجال، مع الثقة في حرص اللاعبين على التعامل مع الموقف بكل احترام للجنس الآخر الذي أثبت أنه لا يقل كفاءة عن أفضل الحكام في العالم!
××××
للمرة الثانية على التوالي تثبت مدينة إسطنبول التركية انحيازها لفريق ليفربول، وقبل 14 عاماً شهدت المدينة أقوى «ريمونتادا»، عندما استضافت النهائي الأوروبي ما بين ليفربول وميلان، وانتهى الشوط الأول بتقدم ميلان بثلاثية نظيفة، وبينما كان ميلان يتأهب للاحتفال باللقب، إذ بفريق ليفربول يقلب الطاولة في الشوط الثاني، ويسجل الهدف تلو الآخر إلى أن أدرك التعادل 3- 3 ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي تعاطفت مع «الليفر»، ليعود ليفربول إلى قواعده ومعه لقب البطولة، وعادت إسطنبول للتعاطف مع ليفربول في السوبر الأوروبي على حساب تشيلسي، بعد أن كان «الريدز» متأخراً بهدف، وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2، ليحتكم الفريقان أيضاً لركلات الترجيح التي منحت ليفربول لقب البطولة.
××××
إذا كان الاتحاد الدولي قد حصر لقب الكرة الذهبية ما بين ميسي وكريستيانو رونالدو وفان دايك مدافع ليفربول، فإنني أرى أن فان دايك هو الأحق بتلك الجائزة لفوزه مع ليفربول بدوري أبطال أوروبا وبالسوبر الأوروبي، والتأهل مع منتخب بلاده هولندا إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية.