بقلم - عصام سالم
عندما تدق ساعة الحقيقة، مساء يوم الجمعة المقبل، سيقف جمهور «القارة السمراء» على أطراف أصابعه، وهو يتابع الحوار الكروي التاريخي ما بين «البيت الأبيض» الزملكاوي، و«فرسان القلعة الحمراء» في أهم نهائي لدوري أبطال أفريقيا.
ويدرك الفريقان جيداً أن الفائز بتلك المباراة يحقق أربعة مكاسب، فضلاً عن «التحفيل» الذي يستمر لفترة طويلة.
المكسب الأول: اعتلاء قمة القارة، تتويجاً لمسيرة ناجحة بكل المقاييس.
المكسب الثاني: الفوز بالجائزة المالية للبطولة، التي تبلغ مليون دولار، مقابل 750 ألف دولار للفريق الخاسر.
المكسب الثالث: تمثيل القارة في مونديال الأندية الذي يقام من الأول فبراير حتى الحادي عشر من الشهر نفسه.
المكسب الرابع: المشاركة في مباراة السوبر الأفريقي، في مواجهة نهضة بركان المغربي بطل الكونفدرالية، وهي المباراة التي تقرر إقامتها في القاهرة.
لكل تلك الاعتبارات تستمد مواجهة يوم الجمعة المقبل أهميتها التاريخية، وقد لا تتكرر تلك اللحظات الاستثنائية في القرن الحالي مرة أخرى، باعتبارها المرة الأولى في تاريخ البطولة التي انطلقت قبل 56 عاماً، التي يلتقي فيها فريقان من دولة واحدة في النهائي الحلم، فما بالك لو كان هذان الفريقان الأهلي والزمالك الأكثر شعبية وجماهيرية في «القارة السمراء».
وقد يكون من حسن الحظ أن رحلة البحث عن «الأميرة السمراء»، تأتي بعد عشرة أيام فقط من مباراة الإياب مع توجو في التصفيات الإفريقية، مما خلق حالة من الود ما بين نجوم الأهلي والزمالك الدوليين، على أمل أن تؤدي تلك الحالة إلى تلطيف الأجواء الساخنة بين جماهير الناديين الكبيرين.
وتسألني عن توقعاتي لتلك الملحمة الكروية، أسارع بالتأكيد على أن مباريات الزمالك والأهلي لا تخضع للأحكام المسبقة، فالفريقان يضمان نخبة من ألمع الأسماء المحلية والأجنبية، ولديهما الطموح نفسه في إسعاد جماهيرهما ببطولة تاريخية، وستلعب المباراة على التفاصيل الصغيرة، مع ضرورة توزيع الجهد على فترات المباراة التي من الممكن أن تستكمل بشوطين إضافيين.
وستكون الكرة المصرية هي الفائزة في نهاية المطاف، مهما كانت هوية البطل، ويكفي أنها ضمنت البطولة، حتى قبل أيام من النهائي المرتقب، ويا حبذا، ترجمة لمبادرة نبذ التعصب، لو أقام الفريق الخاسر ممراً شرفياً للفريق الفائز، ليكن ذلك بمثابة رسالة إلى كل الملايين التي ستتابع المباراة، بأن التنافس الساخن داخل الملعب، من الممكن ألا يفسد للود قضية بين القطبين الكبيرين!