بقلم - عصام سالم
انفض سامر نهائي القرن الأفريقي بتتويج الأهلي بالنجمة التاسعة وتأهله لمونديال الأندية، وباح النهائي بكل أسراره بعد أن أوفى بكل الوعود باعتباره المرة الأولى، التي يتقابل فيها فريقان من دولة واحدة في نهائي دوري الأبطال الأفريقي.
وبرغم أن الزمالك كانت له الكلمة العليا معظم فترات المباراة، فإن هدف محمد مجدي أفشه قبل النهاية بأربع دقائق كانت له الكلمة الحاسمة التي أهدت الأهلي «عسل» البطولة، بينما على الزمالك أن يعض أصابع الندم لعدم استثماره تراجع مستوى الأهلي بعد الهدف المارادوني الذي سجله شيكابالا، حيث اكتفى بالسيطرة الميدانية التي لا تغني ولا تشبع من جوع إذا لم تترجم إلى أهداف، حيث لا يتوقف التاريخ عند نسب الاستحواذ، وأن البطولات والألقاب تُحسم بالأهداف لا بالأداء.
كل التهنئة لفريق الأهلي «عريس أفريقيا» الذي استطاع، برغم تراجع مستواه، أن يكسب ود الأميرة السمراء، بعد طول انتظار، وحظاً أوفر للفريق الزملكاوي الذي قدم موسماً جيداً فاز خلاله على الترجي بطل 2018 و2019 مرتين، وفاز على الرجاء بطل أسخن دوري عربي هذا الموسم مرتين، وفاز على الأهلي صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب الأفريقي مرتين.
×××
خلال تواجدي بدولة الإمارات الحبيبة، كنت عندما ألتقي معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان أسأله عن السر وراء حبه الشديد للأسطورة مارادونا، وتفضيله على أي لاعب آخر على مستوى العالم، بما في ذلك بيليه وميسي وكريستيانو رونالدو، وكان معاليه يؤكد دائماً أن مارادونا حالة خاصة جداً من الصعب أن تتكرر، تذكرت ذلك لحظة وفاة النجم الأسطوري بعد أن ترك وراءه تاريخاً كروياً حافلاً باللحظات الرائعة.
وتذكرت أيضاً تلك العلاقة الاستثنائية للزميل المبدع علي معالي الصحفي بـ«الاتحاد الرياضي» مع الأسطورة طوال فترة تدريبه ناديي الوصل والفجيرة، حيث كان يخصه دون غيره بالحوارات الدسمة والتي كانت تتناقلها كل وسائل الإعلام.
وتذكرت تلك المباراة الافتتاحية لمونديال 1990 بين الأرجنتين والكاميرون والتي شاهدتها على الطبيعة في استاد سان سيرو، وسقط حينها «التانجو» بقيادة مارادونا بهدف أومام بييك، وبكفاءة «القائد مارادونا» تجاوز منتخب الأرجنتين تلك الصدمة وواصل مشواره بنجاح في البطولة إلى أن وصل إلى المباراة النهائية أمام الألمان، الذين كسبوا البطولة بركلة جزاء كانت وراء اتهام مارادونا للفيفا بالفساد.
لقد خسرت كرة القدم، برحيله، رونقها ومتعتها.