مديح ما لا يُمدح
آخر تحديث 17:58:31 بتوقيت أبوظبي
السبت 28 حزيران / يونيو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

مديح ما لا يُمدح

مديح ما لا يُمدح

 صوت الإمارات -

مديح ما لا يُمدح

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

يفاجأ البعض من إعجابي بأعمال ينزعج منها كثيرون، لدرجة أنهم قد يصابون بسببها بالكآبة، لأنها تحتوي -على سبيل المثال- على تطرف في الشر أو الكره أو الحقد أو حتى الغباء؛ والحقيقة أن محاولاتي لإخفاء ذلك لم تنجح طويلاً، فقد تنفضح سريعاً بعد تعليقي على شخصيات جسدت تلك الصفات (المتطرفة) على صفحات أعمال مكتوبة أو مشاهدة، وأجد نفسي في مواجهة مع من يراها قُبحاً، فيما تكاد أصابعي تتلمس الجمال فيها؛ ولهذا قررت عبر هذه السطور أن أُصدر حالتي إليك عزيزي القارئ. ولتبسيط الفكرة، فلنبدأ فيما أعتقد أننا نتفق بشأنه، كإدراكنا الطبيعي للجمال في شكل بحيرة، أو صوت طائر أو طعم فاكهة؛ هو إدراك لما تراه أعيننا في تلك اللحظة فقط؛ غير أن المختلف في إدراكي لهذه الأمور وما أدعوك له، يكمن في توصلي لما هو قبل وبعد هذا الشكل الحاضر.
على سبيل المثال، شكل البحيرة، فإدراكي للجمال فيها علاقته تتخطى منظر البحيرة، وإنما بحركة الأرض لتكوينها، وتجعد الجبال لتشكيل محيطها، وحضور الماء عبر تدفق الينابيع أو سقوط المطر، وزحف الخضرة حولها، وانعكاس الشمس على صفحتها، وغيرها من التفاصيل التي كونت الشكل النهائي للبحيرة، كذلك بقدرة هذه البحيرة ذاتها على استلهام شاعر أو رسام في تجسيد مشاعره الخاصة في عمل قد يغزو العالم به، أو تحريك عواطف عاشق فيسعد بها امرأة حزينة، وغيرها الكثير من الأمور غير المتحققة لحظة مشاهدة البحيرة، ولكنها حقيقية وترتبط في جوهرها بإدراك الجمال في شكله الكلي.
إن التعايش مع تلك الأحاسيس بتعقيداتها السابقة واللاحقة تتخطى في روعتها الحالة الحاضرة؛ وهو ما ينطبق على أي شيء حولنا؛ كالتعامل مع مشهد يعده البعض قُبحاً، كبركان هائل ينشر حِمماً تزيل مُدناً، أو زلزال مدمر، وما ينتج عن ذلك من استنهاض حياة جديدة في الأرض والإنسان، وهي الفكرة التي تطبق كذلك على الشرور المحيطة بنا؛ فإدراكنا الجمالي لها، يمكن أن يتخطى حالتها الحاضرة، سواء قبل ذلك، في قراءة إرهاصاتها أو تداعياتها على النفس الإنسانية، والتفكر في قدرة الخالق على مفاجأة الإنسان بنفسه، وذلك الكم اللانهائي من التفاصيل الصغيرة الُمشكلة لتفاقم الشر في شكل الحقد والكره والجريمة، ومن ثم، ما بعد ذلك من تداعيات إنسانية على الصعيد المقابل للحالة الحاضرة، وانبهار بقدرة العقل الإنساني على التخطيط والكيد لارتكاب الإجرام، أو حتى مجرد قدرة النفس البشرية على احتمال نفسها، والاستمرار في البقاء بكل هذا الكم من السواد؛ ثم قدرة الإنسان المبدع على صياغة كل تلك التفاصيل، وتجسيدها في أعمال أدبية مكتوبة أو مرسومة، أو حتى بتجسيدها كما يفعل الممثلون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مديح ما لا يُمدح مديح ما لا يُمدح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 17:20 2020 السبت ,01 شباط / فبراير

إيمي سالم تكشف عن خطوطها الحمراء في "نفسنة"

GMT 11:30 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تيريزا ماي تحاول الضغط على بن سلمان بسبب اليمن

GMT 06:10 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

"فورد رانجر رابتور" سيارة مخصصة للأماكن الوعرة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 12:03 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صدور كتاب الإدارة المالية للمنظمات غير الربحية

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 00:35 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد خلطة الزبادي والسدر للشعر

GMT 16:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

التنانير المنفوشة أحد أكثر صيحات الموضة انتشارًا

GMT 07:35 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

مناكير نيون موضة صيف 2020

GMT 13:02 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

مجوهرات باللون الأزرق لهدايا "عيد الأم"

GMT 22:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

المقاولون يفوز على الإسماعيلي في الدوري المصري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates