أفضل الأوقات للحب

أفضل الأوقات.. للحب

أفضل الأوقات.. للحب

 صوت الإمارات -

أفضل الأوقات للحب

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

بالتأكيد ليس للحب فصل بعينه، لكن إحساسي يقول إنه يكون أجمل في الشتاء. لي علاقة خاصة بهذا الفصل، وحبي له مختلف، أسطورة أكرر تمجيدها مع كل شتاء كانت تعلن أمي دخوله، عندما تضع دخونها في تلك المبخرة الكبيرة وسط منزلنا، لقناعتها بأن صغارها بحاجة إلى دفء آخر بجانب دفئها، ومع خيوط ذلك الدخان تتصاعد أسطورة الشتاء، ومهما كان نوع بخورها كنت أقرأ سطورها على غيومه الغامضة الداكنة، وأستلذ بتفاصيلها مع كل لمسة دفء فيه. وها أنا الآن أبحث عن مبخرة تشبه مبخرة أمي لأضعها لصغاري، لعلهم يلمحون تلك الأدخنة ويقرؤون أسطورته.
في الشتاء ترتفع الحاسة الشعرية للإنسان بشكل كبير، على عكس حالة جسده الذي يركن إلى الخمول، ولعل ليالي الشتاء الطويلة التي عادة ما تكون أكثر سكوناً، تدفع الإنسان إلى التقوقع على ذاته وتأمل تفاصيلها. فيما تحرك نسائم لياليه الطبقة الرقيقة للستائر التي تحجب الذكريات القديمة والأماني الدفينة في دواخلنا. ومن عمق ذلك السكون تبزغ الروعة، ويتفجر السحر من متاهات غموضه فينا.
في الشتاء تنتعش الروائح ويتركز أريجها، لدرجة تشعر معها أن للأشياء روائحَ خاصة بهذا الفصل فقط ترفض أن تكون حيادية، فهي إما تتمسك بتلابيبك، أو تنفر منك بعيداً، لا وسطية. كما أن له أصواته الخاصة التي لا يمكن استيعاب مخمليتها عند سماعها في فصل آخر، فلا أستوعب سحر فيروز وشجي نجاة الصغيرة من دون رعشة هذا الفصل البارد، حتى «القهوة» يكون لدخانها المتصاعد لذة تفوق لذة رشفتها الأولى، ذلك الدخان الذي قد لا تراه أو تشعر به في أي فصل آخر.
في الشتاء للحزن أيضاً شكل آخر، يأتي مضاعفاً محرضاً على الانغماس فيه، ولكنه لا يأتي مدعاة للشفقة، بل ببهاء وفخر، يأتي كفارس نبيل، مسح بتاريخه البهي خسارته الأخيرة. 
 في فصل بهذه اللذة.. تتغير فيه الألوان والأصوات والروائح، وتتحول فيه حواسنا إلى مساحات التقاط جمال مختلف، بالتأكيد سيكون للحب فيه مذاق آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفضل الأوقات للحب أفضل الأوقات للحب



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة

GMT 15:13 2015 الأربعاء ,28 كانون الثاني / يناير

عزيزة يدير ندوة عن مسرح سلماوي في معرض القاهرة

GMT 14:37 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار متفرقة على منطقة جازان في السعودية

GMT 08:53 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

صدور "نادى السيارات" للروائى علاء الأسوانى

GMT 22:58 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

صدور 3 كتب عن تاريخ المغرب وشمال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates