غربان ودروس

غربان.. ودروس

غربان.. ودروس

 صوت الإمارات -

غربان ودروس

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

للغراب قدرات ذهنية كبيرة، وقد قدمه الله تعالى كمعلم للإنسان منذ بداية الخلق مع أبناء آدم، ومازال العلماء في حيرة بشأن ملكات الغراب هذه، البعض أوعزها إلى حجم دماغه الكبير نسبة إلى جسمه -حسب العلماء- إذ مكنه هذا الدماغ من امتلاك قدرات تتيح له استخدام الأدوات وحل المعضلات الذهنية التي تعتمد على خطوات مركبة، كما أنه قادر عبر صوته على نقل المعلومات، غير أن الأكثر غرابة من كل ذلك، هو استمراره منذ بداية الخلق في منح الدروس للبشر.
 في «فيلم» شاهدته مؤخراً، منقول عن قصة حقيقية، بعنوان «Penguin Bloom»، يحكي معاناة امرأة ثلاثينية مفعمة بالحياة، تعرضت لحادث سقوط نتج عنه شلل منعها من الشعور بنصف جسدها السفلي، وبين تداعيات ذلك على الأسرة وألم الأطفال وبين محاولات الزوج لتدبر الأمر، يرصد الفيلم معاناة الأم القاسية ويأسها الكامل من كل شيء والحياة برمتها.
 وفي لقطة شديدة الحساسية والخصوصية، تعلن الأم «سام» ذلك، مؤكدة أن ما تعانيه لا يمكن أن يساعدها فيه أحد.. لا زوجها ولا حتى أبناؤها الثلاثة، ليظهر في المشهد طائر صغير تبين أنه «أنثى غراب»، كان قد تبناه ابنها «نوا» بعد أن وجده عند الشاطئ فرخاً صغيراً يبدو أنه سقط من عشه.
 تدور أحداث هذا الفيلم، فيما بعد بين «سام» والغراب «بينجوين» الذي أظهر ذكاء في تعامله مع الأدوات والأشياء من حوله، وكذلك لفت انتباه سام إليه بحركاته وحنانه البالغ أثناء وحدتها في منزلها وغياب أبنائها، كان يعاني الغراب عدم القدرة على الطيران، وكذلك لم تتمكن «سام» من الحركة إلا عبر مقعدها المتحرك وبمساعدة زوجها، كما عاش الغراب الصغير بعيداً عن أمه وبيئته، وكذلك كانت سام بعيدة عن أنشطتها المعهودة وإنجازاتها بسبب عجزها، غير أن الغراب بقي مفعماً بالحياة والطاقة، غير قابل للانتكاسة، ولذلك وفي منتصف الفيلم فاجأنا بتحليقه وللمرة الأولى بعد أن كان عاجزاً عن الطيران تماماً أمام عائلة «بلوم»، فيما كانت «سام» على كرسيها شاهدة على ما يمكن أن يحدثه طائر صغير من فرحة في عائلتها، لتتحول حياتها بعد ذلك إلى انطلاقة مختلفة في النصف الثاني من الفيلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غربان ودروس غربان ودروس



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates