الرسالة والجدوى

الرسالة.. والجدوى

الرسالة.. والجدوى

 صوت الإمارات -

الرسالة والجدوى

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

تبقى الذات في حالة بحث وشقاء - وفي أفضل الأحوال غير مستقرة يصاحبها شعور بعدم الاتزان، مهما بدت الأمور حولها طيبة - حتى تجد غاية وجودها. عادة ما تستخدم كلمة «الرسالة» للإشارة إلى التكليف الذي منحه الله لأنبيائه لإبلاغ البشر به، ولكن أيضاً لكل إنسان على وجه الأرض رسالته الخاصة التي خلقه الله لها، ولكي يتمكن من أدائها، يهبه رب العالمين العقل والموهبة لفعل ذلك.
يقدم الروائي الياباني «هاروكي موراكامي» في قصته «نعاس»، الفكرة نفسها بطريقة غير مباشرة، عن امرأة فارقها النوم لسبعة عشر يوماً كاملة، وكانت قبل ذلك تعيش حياة طبيعية طيبة، تمارس خلالها واجباتها بآلية دقيقة. وعلى غير ما نعرفه من تداعيات عدم النوم المزمن - من اضطرابات في الطاقة والإدراك وسوء في المزاج وتدهور في الصحة - فإن البطلة التي كانت تعيش مع زوجها وطفلها الصغير، لم ترافقها أي أعراض من ذلك، بل على العكس، بدت أكثر نشاطاً وقوة، فكانت أن استغلت ذاك الوقت الفائض -الذي كان يضيع في النوم- للعودة إلى هوايتها في القراءة والرياضة والإتيان على أمور لم تكن تملك الجرأة على فعلها وقت اليقظة الطبيعية.
في رأيي، إن «موراكامي» أراد القول: إن النساء المتزوجات، اللاتي لا يقُمن إلا بواجباتهن الزوجية فقط، لن يدركن ما يحدث لهن إذا استمر عيشهن داخل ساعات النهار الثماني عشرة أو يزيد في دوامة المنزل والأسرة، ولهذا لن يتبقى لهن أي أوقات كافية لمعرفة أنفسهن، واستدراك ما تغير فيها، ولهذا قرر في عمله «نعاس» أن يصيب بطلته بهذا المرض، لتشفى!
الأمر ليس ضد أحد، بقدر ما هو في صف «الذات» الغائبة في زحمة الانشغالات اليومية التي، مهما بدت مهمة لبقاء الآخرين من (زوج ناجح وأبناء صالحين)، فإنها تظل للآخرين.
الحقيقة أن سؤال البطلة التي لا تنام: «أي معنى لذهابنا اليومي إلى الفراش وإغماض أعيننا في انتظار النوم؟»، هو تعبير أكثر بساطة لسؤال آخر أكثر عمقاً، مثل «ما المعنى من كل ما نقوم به من أعمال روتينية بليدة وميكانيكية في حياتنا، طالما أننا سنموت في نهاية الأمر؟». إنه سؤال حول جدوى الحياة!
هذه الجدوى التي يجب أن نبحث عنها فيما منحه الله لنا من ملكات وقدرات، وإعادة توجيهها إلى ما يمكن أن يصنع أثراً يدوم على الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرسالة والجدوى الرسالة والجدوى



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates