حجر «رشيد»

حجر «رشيد»

حجر «رشيد»

 صوت الإمارات -

حجر «رشيد»

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

منذ ثلاثة أيام مضت، احتفل العالم باليوم العالمي للترجمة، وهو اليوم الذي تزامن تقريباً مع مرور عشر سنوات كاملة على صدور العدد الأول من النسخة العربية من مجلة ناشيونال جيوغرافيك التي تعد المجلة المعرفية العلمية الأولى في العالم. والحقيقة أن الترجمة هي ركيزة عملنا في هذه المطبوعة. أُكمل اليوم سبع سنوات وسبعة أشهر منذ أن تبوأت منصب رئيسة تحرير فيها، ويعلم كل من يعمل في محيطي المهني أني لا أقوم بعمل الترجمات للمجلة، فهناك زملاء أكفاء يقومون بهذا العمل الحساس للغاية، وكل ما أقوم به -غير الكتابة المتقطعة فيها- أني أعود في أحيان للنسخة الإنجليزية عندما يستَشْكلُ عليَّ فهمُ نصٍّ تمت ترجمته، وأطالب بإعادة ترجمة النص الأصلي بمرادفات أخرى حتى يضبط إيقاع العبارة لتتجانس مع السياق، أو لتكون أكثر سلاسة للمتلقي. إنه عمل حساس فعلا، ولكنه ممتع للغاية كون ما تتم قراءته وترجمته من معارف وعلوم تكتب بصيغ مشوقة جداً وجذابة وملهمة إلى حد كبير.

عملت سابقاً في مهام تحريرية لنصوص اعتمدت على ترجمات لمقالات سياسية واقتصادية عالمية، وهي الخبرة التي جعلتني أدرك تماماً الجهد الذي يقوم به الزميل «رشيد مرزاق» المدقق الرئيسي في المجلة، فبجانب عمله على جودة الترجمات اللغوية، فإنه يقوم كذلك بالتأكد من الموثوقية العلمية للسرد بما فيه من وصف وتفسير، وهو في هذا لا يتوانى إطلاقاً عن العودة إلى قراءة بحوث تفصيلية علمية لنمو بكتيريا ما، أو مشاهدة فيديو لسلوك حيوان. أضف إلى ذلك إصراره على استخدام البلاغة اللغوية في النقل، ودفاعه المستميت عن أي مفردة عربية يستخدمها متسلحاً في ذلك بالقرآن والشعر العربي والأدب بكل فروعه. لا أكتب هنا عن زميلنا رشيد لشخصه، بقدر ما أكتب عن ذلك الوله والشغف الذي يحرك البعض في عملهم، فيبدون وكأنهم يتنفسونه بحرص وحب.

كانت الرموز الفرعونية لغزاً عصياً على الفهم، وقد ظلت كذلك إلى أن أُكتشف حجر رشيد الذي يعد أقدم الصكوك المترجمة، إذ حملت النصوص عليه 3 لغات إحداها اليونانية التي مكنت من فهم الحروف الهيروغليفية التي استخدمها المصريون القدامى. قدم حجر رشيد حل شفرة الحروف العصية عام 1799 والتي بقيت كذلك منذ نشأتها قبل أكثر من 7000 عام، وقدم زميلنا «رشيد» توليفته لقراء مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، فاستحق أن يكون حجر الأساس الذي قامت عليه المجلة منذ صدورها عام 2010 بذلك الإبداع والرشاقة اللغوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حجر «رشيد» حجر «رشيد»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates