روح وأرواح

روح وأرواح

روح وأرواح

 صوت الإمارات -

روح وأرواح

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

«هل مات»؟ هذا ما قلته وأنا جزعة بصوت مسموع وقد بدأت للتو أرتاح في مقعدي أمام شاشة السينما، خصوصا وأن المشهد جاء فجأة بعد مشاهد معدودة انفجرت أملا وسعادة، فقد حصل الشاب «جو غاردنر» -في فيلم (soul)- عازف البيانو للتو على وظيفة بدوام كامل كمعلم موسيقى في مدرسة، كما حصل في نفس اليوم على فرصة الانضمام إلى أحد أشهر الفرق الموسيقية المشهورة في نيويورك. بدأ وأنه يوم حظه، غير أنه أيضا يوم موته، فقد سقط في حفرة.
حسنا.. أنا هنا لا أفسد الفيلم، فكل شيء سيحدث بعد هذه السقطة، والتي على ما يبدو أننا جميعا نحتاجها لندرك المعنى الحقيقي لوجودنا على الأرض. الفيلم مصنف على أنه رسوم متحركة. مما جعل الجميع يعتقد أنه للأطفال، كما كان حال صالة السينما التي امتلأت بهم، غير أني متأكدة أنه كان عصيا على الكثيرين من الكبار الذين حضروه، وأنا منهم، ووددت لو تمكنت من إعادة بعض المشاهد لأستوعب الحوار والمقصود من كل كلمة تحاول أن تجيب على أسئلة كونية -وبطريقة فريدة من نوعها وعبر فيلم كرتون مصمم بشكل فني غاية في الإبهار- لماذا نحن على الأرض؟ وماذا على هذه الأرض يستحق أن يُعاش؟.
قد تبدو هذه الفكرة الرئيسية للفيلم، ولكن سيكون لأي مشاهد فكرته الرئيسة الخاصة التي ستثبت في ذهنه أكثر من غيرها، وهذا بطبيعة الحال يعود لاحتياجاته النفسية وتصوراته عن الموضوع قبل وأثناء مشاهدته. ولكن في كل الأحوال لا يمكن لأي متابع حقيقي أن يعبر عبورا عاديا على قدر الثقافة التي امتلأت فيها المشاهد، سواء من الناحية الفنية بوضوح خطوط أشهر الرسامين العالميين أمثال الأمريكي « الكسندر كالدر» والتي بدت خطوطه واضحة في الشخصيات التي ظهرت في المنطقة التي تأهل الأرواح قبل نزولها الأرض؛ وكذلك الفرنسي هنري ماتيس الذي ظهرت خطوطه أيضا في المنطقة التي كانت تتيه فيها الأرواح، وبابلو بيكاسو وخصوصا في شخصية المرشدة التي بدت تشبه إلى حد كبير أحد أشهر لوحاته. وغير ذلك من الناحية الثقافية التي بدت في الاعتداد بثقافة السود ومنجزهم في موسيقى الجاز، وكذلك بروز أسماء شخصيات عالمية أثرت في المنجز الإنساني. فيلم أشتغل عليه بعناية بالغة فظهرت أرواح لا حصر لها في كل تفصيلة فيه.. فيلم يستحق الكتابة عنه أكثر مما سبق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح وأرواح روح وأرواح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates