سمات «المثقف»

سمات «المثقف»

سمات «المثقف»

 صوت الإمارات -

سمات «المثقف»

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

غزارة الاطلاع، وسعة الأفق، وقبول الآخر، أهم سمات «المثقف» التي تأتي في شكل متتابع. والحقيقة أن غياب إحدى هذه السمات كفيل بإلغاء سمة الثقافة عنه. فعلى سبيل المثال، قد تجد من يمتلك قدراً كبيراً من المعارف والعلوم، ولكنه رافض لأي نوع آخر من العلوم التي تتعارض مع معارفه؛ أو ليس لديه أي استعداد لقبول الآخر صاحب الرؤية المختلفة عنه.
المثير فعلاً، أن ما سبق سمات لا يختلف عليها اثنان في العلن، أما على سبيل المعاملات والواقع المُعاش، وما نشهده من بعض مثقفينا الذين يجدون في منصات التواصل فرصة لعرض رؤاهم، فأصبحنا نجد التباينات الشديدة التي تنسف - حسب رأيي - سمة الثقافة عن ممارسيها.
من المهم تقديم توضيح حول سبب الاختلافات التي تنشأ عادة بين الناس، والتي تكون بسبب اختلافات الأصول الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي ينحدرون منها، وتؤثر على منظومة أفكارهم وقيمهم بلا أدنى شك، وهي اختلافات تؤثر على المثقف، كغيره من سائر أبناء تلك الطبقات، ولكن ما يجب أن يكون مختلفاً هو طريقة تعاطيه مع قيم غيره من المختلفين عنه، وهنا تبرز أهمية إدراك أن لا أحد يملك نتيجة نهائية وحتمية لأي شيء، وأن كل شيء قابل للمناقشة والتغيير، بل قابل للهدم وإعادة البناء. وهذا ما يطلق عليه سعة الأفق، وتعني القابلية والإقبال المستنير بإضافة الآخرين، وهذا تماماً ما على المثقف اليقين به والتعاطي مع الأمور على أساسه.
تأتي سمة الاطلاع وغزارة المعارف مقدمةً مهمةً لكسب صفة «المثقف»، ولكنها ليست الوحيدة، فهي مقدمة «فقط» لكون العلوم والاطلاع عليها، ستجعل فاعلها - هكذا يفترض - في حالة تأثر مستمر بقدرات الآخرين وإنتاجهم التي لا يملكها هو، ومعرفة ببيئاتهم التي لا تشبه بيئته، وتقديراً لأفكارهم وقيمهم التي لا تتطابق مع قيمه وأفكاره ولكنها سمحت للآخرين بإنتاج ما يطلع عليه. وهذا ما يعطي المطلع سمة سعة الأفق التي تجعله مقبلاً على الآخر من دون قيود الأحكام المسبقة، ومن ثم قبول الآخر.. لأنه يملك إضافة مختلفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمات «المثقف» سمات «المثقف»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates