بقلم: حسن المستكاوي
كان منتخب الإمارات لكرة القدم في أشد الحاجة إلى قرار تأجيل تصفيات كأس العالم، كي يلتقط أنفاسه من البداية المتعثرة، وحتى يتعرف الكولومبي خورخي لويس بينتو على اللاعبين، وعلى قدرات ومهارات لاعبي المنتخب ونقاط الضعف التي تحتاج إلى تطوير، خاصة مع التقدم السريع الذي طرأ على اللعبة في القارة، مما أفرز منتخبات جديدة دخلت مناطق المنافسة التقليدية القديمة بين فرق شرق وغرب آسيا.
وفي تصريحاته الأخيرة، كان بينتو شديد الثقة، وشديد التفاؤل، وواقعياً أيضاً، فقد قال: الفريق أمامه أربع مباريات في التصفيات، من بينها ثلاث مواجهات على أرضه، مشيراً إلى أنه يعشق التحدي ولا يعترف بالمستحيل، ويؤمن بأن العمل والاجتهاد هو السلاح الوحيد الذي لا يمكن أن يخدع الإنسان في الوصول إلى هدفه.
الفوز في المباريات الأربع ضرورة، لضمان التأهل إلى المرحلة التالية، ترتيب المواجهات المتبقية للأبيض له أهميته، فالبداية مع منتخب ماليزيا ثاني المجموعة، والمباراة التالية خارج الأرض مع إندونيسيا ورصيدها صفر، ثم تايلاند ثالثة المجموعة برصيد 8 نقاط، والمباراة الأخيرة الفاصلة مع فيتنام التي تحتل الصدارة برصيد 11 نقطة، بينما يحتل «الأبيض» المركز الرابع في المجموعة، برصيد 6 نقاط، من أربع مباريات، وعند مقارنة مستويات ونتائج كرة القدم في الإمارات بنتائج ومستويات منتخبات المجموعة، ستكون هناك علامة استفهام كبيرة في شأن موقف منتخب الإمارات واحتلاله المركز الرابع.
أهم ما امتلكته منتخبات فيتنام وتايلاند وماليزيا هو السرعة، واللياقة البدنية العالية، التي تسمح للاعبي هذه الفرق بممارسة الضغط العالي، ودون أسلوب هذا الضغط سوف يجد منتخب الإمارات أنه يخوض مباريات صعبة، فالضغط ولو كان على فترات، يحرم المنافس من الاقتراب من منطقة حدود الأبيض، ولو راجعنا أداء جميع الفرق الكبيرة في عالم كرة القدم، سنراها تمارس هذا الضغط الذي يعد أحد أهم مهارات وأسلحة كرة القدم الجديدة.
وجد لويس بينتو في كرة القدم الإماراتية مشروعاً جيداً، حسب قوله: «وجدت مشروعاً جديراً بالاحترام والاحترافية في المفاوضات، ولمست الرغبة والإصرار على النجاح من إدارة كرة القدم في الدولة».
وهذا صحيح، لكن على مدرب «الأبيض» دراسة تجربة فرق العين، والشارقة، وشباب الأهلي في دوري أبطال آسيا الأخيرة، ولماذا لم تكن موفقة، وماذا كان ينقص أداء لاعبي الفرق الثلاثة، لأن الأندية جزء أساسي من المنتخب، فليس كافياً تبرير النتائج بفترة التوقف الطويلة، أو بعدم بدء دوري الخليج العربي.