بقلم: حسن المستكاوي
تقنية الفيديو المساعد أصبحت محل جدل في شارع الكرة المصرية، منذ تطبيقها لأول مرة هذا الموسم، فهناك فريق يراها معطلة للمباريات، وهناك فريق يراها تطويراً لمفهوم العدالة في كرة القدم.
وبغض النظر عن بعض السلبيات الظاهرة في التطبيق، مثل التوقفات الطويلة لاتخاذ قرار بمساعدة الفار، فإن هدف الفيفا الأول من استخدام هذه التقنية، هو حماية الحكام ومساعدتهم، بعد أن تطورت تكنولوجيا نقل المباريات تلفزيونياً، وأصبح حكم المباراة يحاكم بواسطة عشرات الكاميرات التي تنقل للمشاهد ما لا يراه الحكم من أخطاء، فيتهم بأنه صاحب الخطأ، ولا شك أن التكنولوجيا ساهمت في تطور الرياضة، وكل الألعاب، من السباحة والعدو إلى سباقات الخيل، وبالطبع لعبت التكنولوجيا دوراً مهماً في تطور كرة القدم التي أصبحت بدورها صناعة تنفق فيها المليارات.
وإذا كانت الحاجة هي أم الاختراع، فإن الحاجة إلى الفيديو المساعد للحكم، ولدت في مونديال كوريا واليابان قبل 18 عاماً..
لا شك أن تأثير النقل التلفزيوني كبير على اللعبة، ففي كأس العالم 2002 بحث تلفزيون إيطاليا -المعروف اختصاراً باسم «راي»- اتخاذ إجراء قانوني ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بسبب أخطاء التحكيم، التي يعتقد أنها أدت إلى هزيمة المنتخب الإيطالي وخروجه من نهائيات كأس العالم 2002، ما سبب خسائر مادية كبيرة له.
وقال التلفزيون الإيطالي، في بيان، إنه طلب من الإدارة القانونية دراسة رفع دعوى تحمّل الفيفا المسؤولية عن مستوى الحكام السيئ في البطولة.
مونديال 2002 شهد جدلاً كبيراً حول أداء الحكام، واعترضت منتخبات البرازيل وإسبانيا وبلجيكا وتركيا على قرارات التحكيم، وشنت صحف هذه الدول حملات هجوم عنيفة ضد الحكام.
جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا في ذلك الوقت، انتقد أداء الحكام في مونديال 2002، وتحدث عن «ضعف الأداء التحكيمي».
والواقع أنه لم يعد مقبولاً تكرار المقولة الشهيرة القديمة أن الحكم من البشر وليس ممنوعاً من الخطأ، في القرن الحادي والعشرين، والأنظمة لم تعد تواكب تطور الكرة وسرعتها، ولا تفرق بين خطأ حقيقي، وآخر من إخراج وتمثيل بعض اللاعبين لنيل ركلة جزاء، أو ما شابه.
وطرحت في أروقة الفيفا بعض الأفكار بعد عاصفة أداء الحكام في كوريا واليابان، ومنها دراسة الاحتكام إلى الفيديو، أو إبعاد لاعب لمدة عشر دقائق، عندما يرتكب مخالفة، تماماً كما في لعبة الرجبي، وفي هذا العام ولدت فكرة تقنية الفيديو المساعد، لكنها شأن الكثير من الأفكار الجديدة والتكنولوجية، أفادت الصناعة اقتصادياً بمنتج جديد يباع في الأسواق بملايين الدولارات، تدر منه شركات أرباحاً هائلة.