بقلم: حسن المستكاوي
عندما كان جوارديولا مدرباً لفريق بايرن ميونيخ، قال كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي للنادي في حوار صحفي مع جريدة إنجليزية: «جوارديولا يتنفس التدريب، ويعشق مهنته، وأنه أثناء العودة بالطائرة بعد مباراة يمكن أن يجلس أمام جهاز الكومبيوتر الخاص به باحثاً عن تكتيك أو طريقة».
جاء ذلك في كتاب نشرته دار «الصفحة الأخيرة» منذ سنوات عن أسرار جوارديولا، ويحكى عن تجربة المدرب الإسباني الشهير خلال توليه المسؤولية في فريق بايرن ميونيخ، والكتاب للصحفي الرياضي الكتالوني مارتي بيرارنايو، وصدر في ثلاث نسخ باللغات الإنجليزية والإسبانية والكتالونية..
هذه المبالغة من جانب المدرب الإسباني في التعامل مع كرة القدم، كانت من نقاط النقد التي وجهت إليه عقب الخسارة أمام ليون في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، فقال محللون إنجليز، إن مشكلة جوارديولا أنه يفكر كثيراً، يفكر أكثر مما يجب في خطط وطرق اللعب، وأنه أخطأ أمام ليون، حين قيد حرية لاعبيه، وحرمهم من إظهار مهاراتهم وشخصيتهم وفرحتهم باللعب.
غاب عن تشكيل مانشستر سيتي رياض محرز وبرنادو سيلفا، وديفيد سيلفا، وفيل فودين، ولجأ جوارديولا لاثنين منهما في الوقت الصعب، لكن لا شك أن نقطة التحول في المباراة كانت حين أهدر رحيم ستيرلنج فرصة التعادل في الدقيقة 77، وكان تسجيل الهدف يعني بدء مباراة جديدة، ويكفي رد فعل جوارديولا لحظة إرسال ستيرلنج للكرة للفضاء.
هل يمكن اعتبار الخروج من دور الثمانية هذا الموسم أمام ليون فشلاً لجوارديولا؟
خططياً أظن أنه أخطأ بالبدء بثلاثة مدافعين، وهو ما سهل من مهمة ضغط مهاجمي ليون، وتسجيل الهدف الأول الذي وضع مانشستر سيتي تحت ضغط هائل، نتيجة ضغط سنوات بالرغبة في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لكنه منذ تولى مسؤولية السيتي، نجح في إضافة المتعة على أداء الفريق، وترتب على ذلك زيادة شعبيته في إنجلترا وفي أوروبا والعالم.
المدرب لا يمكن أن يُسأل عن الفرص التي تضيع، ولا عن هدف ستيرلنج الذي لم يأت، خاصة أنه بالأرقام، يصنع السيتي فرصاً للتهديف دائماً أكثر من خصومه، وصناعة الفرص من صميم عمل المدرب، لكن تسجيلها من صميم واجبات
اللاعبين.
اعترف جوارديولا بأن ما حدث أمام ليون هو تكرار لتجارب سيئة سابقة في البطولة ذاتها، لكنه قال: «الحياة هي كيف تقف مرة أخرى، وفي الموسم القادم سنحاول مرة أخرى».
** ربما يحتاج الفريق إلى دماء جديدة شابة تملك السرعات والطاقة والخفة والرشاقة، كما فعل البايرن.