بقلم: حسن المستكاوي
يعيش عشاق كرة القدم تحدياً وظرفاً صعباً في مواجهة فيروس كورونا، وتبعاته التي أصابت الكوكب.. والتحدي يقوم على إنقاذ الصناعة، والإبقاء عليها حية، تقاوم المرض، بأمل النجاة مستقبلاً، مهما بعدت مسافة هذا المستقبل.. لكن التحدي لا تخوضه الاتحادات الدولية والقارية والأهلية وحدها، وإنما يشاركها إدارات الأندية واللاعبون والإعلام والجمهور. وهذا سر نجاح «البريميرليج» في إنجلترا، و«البوندسليجا» في ألمانيا، و«الليجا» في إسبانيا، و«الكالشيو» في إيطاليا، على الرغم من غياب كثير من مشاهد اللعبة الأساسية، مثل الجمهور في المدرجات، وأعلام ورايات الفرق، والصخب والاحتفال، ويضاف إلى ذلك اللعب في ظل إجراءات احترازية طبية صارمة.
هكذا أيضاً، نجح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في إبقاء منافسات دوري الأبطال والدوري الأوروبي على قيد الحياة، وغداً ستلعب المباراة الأولى في دور الثمانية في لشبونة، بين فريقي باريس سان جرمان وأتلانتا، ثم تستكمل المرحلة حتى نهايتها بلقاء مانشستر سيتي وليون..
هل نرغب، نحن أيضاً في عالمنا العربي، في كتابة النجاح للعبة في مواجهة التحدي الصعب الذي نعيشه وتعيشه كرة القدم؟ هل ننشر الطاقة الإيجابية، أم نغرق لعبتنا في بحر التشاؤم؟!
الإهمال في التعامل مع البروتوكولات الطبية التي فرضتها الجائحة، ترتب عليه إعلان النادي المصري البورسعيدي إصابة 16 لاعباً بفيروس كورونا، والغريب أن الإصابة وقعت أثناء معسكر للفريق في برج العرب.. وأعلنت إدارة المصري عدم خوض مباراة مقررة أمام حرس الحدود.. وقابل اتحاد الكرة ذلك بالموافقة على تأجيلها.
قبل أيام، تعرض 18 لاعباً من فريق الإنتاج للإصابة بالمرض.. فكيف يصاب 18 لاعباً دفعة واحدة وسط ما يفترض أنه إجراءات طبية صارمة ؟ ولماذا أجل اتحاد الكرة أولى مباريات الإنتاج، ولم يعلن أنها ستقام في موعدها، على الرغم من عدد الإصابات؟ قبل أن يقرر تأجيل مباراة المصري وحرس الحدود.
كل سؤال من هذه الأسئلة هو جزء من إجابة السؤال الكبير: هل تريدون النجاح للصناعة وسط التحديات التي تخوضها، أم أن البعض يمارس الإهمال في الإجراءات، ويظن أنه أقوى من المرض الخسيس، فيما يسعى البعض الآخر، بكل ما يملك من حيل وخدع، الإيحاء بانتشار المرض في صفوفه لإفساد عودة الدوري، لأنه بعيد عن المنافسة، أو بعيد عن المربع الذهبي، أو يقترب من الهبوط، أو يحاول أن يلغي نسبة 25% من عقود لاعبيه، توفيراً للنفقات؟
** الرياضة شرف.. والمنافسة شرف.. وإنقاذ اللعبة شرف يستحق ممارسة كل أنواع الجدية والشرف!