بقلم: حسن المستكاوي
حددت 15 دولة جديدة مواعيد استئناف دوري كرة القدم، وفقاً لإجراءات احترازية صحية صارمة. ومنذ فترة، أصدر الفيفا لائحة من 19 صفحة بشأن الإجراءات الواجب اتباعها عند استئناف النشاط. وسوف تهزم البشرية هذا الفيروس الخسيس، وسوف نحتاج إلى وقت كي تعود الحياة كما كانت. لكن في الوقت نفسه، سنحاول اتباع إجراءات صارمة من أجل السيطرة على المرض.. وتذكروا كلمة السيطرة، فهي مفتاح النجاة في مواجهة الفيروس ونحن، كدول وكشعوب، نحاول العودة لممارسة مختلف الأنشطة، نتيجة التزامات الحياة.. مؤخراً أعلن رئيس نادي الاتحاد السكندري رفض 14 نادياً استكمال مسابقة الدوري هذا الموسم. وربما يكون تفسير تلك الأندية للرفض يرجع لأسباب تدريبية بدنية خاصة باللاعبين، ولأسباب فنية، ولأسباب تتعلق بالتوقيتات وصعوبة استئناف الموسم الماضي ولعب 17 جولة، بما يؤدي إلى ارتباك الموسم الجديد. وفي تلك الحالة يمكن قبول الرفض. أما إذا كان شعار هذه الأندية هو «الخوف على صحة اللاعبين والمدربين»، فإن أي عربة قطار واحدة ضمن قطار طويل، أو عربة واحدة لمترو الإنفاق، تعد خطراً أكبر على الصحة أكثر من 300 فرد يضمهم استاد مفتوح بقواعد طبية صارمة.. فهل نوقف القطارات وحركة المواصلات إلى أجل غير مسمى حتى يرحل كورونا ؟!
ثم إنني أسأل الذين يرفضون عودة نشاط كرة القدم خوفاً على صحة اللاعبين: ماذا بعد؟ هل تسقط حجة الصحة لو تقرر بدء الدوري الجديد في نهاية أغسطس ؟ وماذا لو استمر فيروس كورونا معنا لفترة طويلة.. هل يلغى نشاط كرة القدم؟!
رأيي قلته منذ أسابيع طويلة، قبل أن ينفجر الجدل في شارع الكرة المصرية.. وهو أن نستعد لبدء الموسم الجديد، وأن ذلك أفضل كثيراً من استكمال موسم معوج ومريض.. وهذا الأمر لا علاقة له بحرمان الأهلي من لقب هذا الدوري أو منح الأهلي اللقب.. في سياق تسطيح القضايا التي نناقشها، على أي حال أنصار استئناف الدوري يرونه نشاطاً وصناعة، وقد كلفهم نصف الموسم أو بعضه مالاً كثيراً، كما كلف الشركات الراعية والإعلانات.. والواقع أن ذلك ليس سبباً كافياً لاستكمال المسابقة. باختصار، لا دوري اليوم أو غداً من دون إجراءات احترازية وبروتوكول طبي ينظم المباريات، فإذا كان ذلك صعباً، وإذا كان ذلك صعباً في كل الأنشطة الرياضية والاجتماعية والاقتصادية والصناعية، فإن ذلك يعني الجمود والتوقف والشلل ؟
** أوقفوا الجدل والتراشق لأن كرة القدم تمارس في الملعب، وتركل بالأقدام، ولا تمارس خارج الملعب ولا تركل بالأفواه..!