بقلم - حسن المستكاوي
هناك لاعب زائد، يشارك في كل بطولة رياضية دولية وعالمية ومحلية، منذ مطلع عام 2020. وهو موجود في بطولة أستراليا للتنس، التي أجلت تدريبات اللاعبين، وموجود في العاصمة اليابانية طوكيو، ويهددها بالتأجيل مرة أخرى أو الإلغاء، وموجود في دوريات كرة القدم، وموجود في بطولة العالم لكرة اليد، وترتب على وجوده إلغاء مباراة ألمانيا وكيب فيردي واعتماد، فوز الألمان 10-صفر، إنه فيروس كورونا الذي يطارد أنشطة البشرية ويحاربها، كما يحارب الإنسان الذي تسلح بسيف الأمل، في مواجهة هذا المرض الخبيث والمعقد، كما يصفه الأطباء.
في بطولة العالم لكرة اليد تبذل اللجنة المنظمة أقصى جهد، من أجل حماية اللاعبين من كورونا، وسط إجراءات احترازية تتابعها كل الدول، وتطبق في جميع المنافسات الرياضية التي تشهد تجمعات، فيما يسمى بالفقاعة الصحية، لكن هذا الشبح يحوم على الفنادق وحول الصالات المغطاة، ونأمل في الانتصار عليه.
من واقع مباريات الدور الأول في البطولة، ما زال منتخب مصر هو الأفضل أفريقياً ويقترب من الفرق الأوروبية، التي تحتكر الألقاب، لأن منتخبات تونس والمغرب والجزائر وأنجولا والكونغو وكيب فيردي، بعيدة نسبياً من واقع نتائجها في البطولة، وهو الأمر نراه أيضاً بالنسبة لأميركا الجنوبية التي لم تقدم وجهاً مبشراً سوى منتخب البرازيل، بينما قدم الفريق الياباني نفسه قوة آسيوية قادمة ومحتملة، تعبر عن تطور اللعبة في شرق القارة.
نظام البطولة التي يشارك بها 32 منتخباً للمرة الأولى معقد قليلاً للوهلة الأولى، لا سيما فيما يتعلق بتأهل 3 منتخبات من كل مجموعة، بالدور الأول ومعها نقاطها التي جمعتها، من المنتخبات التي تأهلت معها في المجموعة نفسها، والمرشحان «السويد ومقدونيا»، فيلعب الفريق المصري في الدور الرئيس المكون من 24 فريقاً، ورصيده 4 نقاط في حال فوزه على السويد أمس، على أساس خروج تشيلي. وستضم مجموعة مصر في هذا الدور المنتخبات المتأهلة من المجموعة الثامنة. والمرشحة من تلك المجموعة هي بيلاروسيا والاتحاد الروسي وسلوفينيا، وهي منتخبات قوية، لا سيما بيلاروسيا وروسيا، وسوف تقام مباريات المجموعات الأربع في الدور الرئيس التي تضم كل منها 6 منتخبات بطريقة غير تقليدية، حيث لن تلعب فرق المجموعة السابعة مع بعضها مرة أخرى، ولكنها ستواجه منتخبات المجموعة الثامنة في ثلاث مباريات، ليتأهل فريقان فقط إلى دور الثمانية الذي سيقام بنظام خروج المغلوب حتى المباراة النهائية.
** يبقى سؤال مهم: هل كرة اليد هي اللعبة الشعبية الثانية عالمياً بعد كرة القدم، أم أنها كرة السلة أو الطائرة، أو ربما البيسبول والكريكيت أو الرجبي، فما هي معايير شعبية لعبة ؟!