بقلم: حسن المستكاوي
** هل أصحاب القرار بشأن الصفقات يفكرون جيدا فيما يحتاجونه ولماذا؟ مثلا هل هناك لاعب وسط فى الكرة المصرية معروض فى سوق الانتقالات يمكن أن يزيح عمرو السولية، وديانج، وفتحى، وأفشة إذا لعب فى الوسط، ثم عمار حين يعود، ومحمد محمود حين يسترد لياقته البدنية والذهنية؟ وفى الزمالك.. هل يحتاج الفريق إلى حارس مرمى ثالث يكون رقم واحد منافسا لعواد أم أن الحاجة تكمن فى الحارس رقم 2؟ هل يحتاج الزمالك إلى رأس حربة متقدم ينافس الجزيرى؟ هل الفكرة هى المنافسة أم أنها البديل لوقت الحاجة؟ وأخيرا هل هناك معايير للمهارات العامة المطلوبة فى اللاعب أم أن الأمر له علاقة بلاعبين تألقوا فى أنديتهم؟!
** أبدأ بالسؤال الأخير، والإجابة أنه ليس شرطا أن يتألق لاعب مع فريقه ليكرر مستوى الأداء نفسه فى الأهلى أو الزمالك. وهناك تجارب عملية أكدت ذلك، بينما تكرار النجاح وارد بالطبع فى بعض الحالات. والواقع أن دائرة نجوم الأندية الأخرى فى سوق الانتقالات تدور على سبيل المثال حول شاى حسين، ومصطفى شلبى، وأحمد عاطف، وأحمد رفعت، وعمر كمال عبدالواحد، ومروان حمدى، ومحمد هلال، بالإضافة إلى أبرز الأفارقة، وهم بلاتى تورية، وهو باقٍ مع بيراميدز، ثم جون إيبوكا، ومابولولو، ويعقوبو، وجوناثان، وصديق إيجولا، وحميد ماو.
** اختيار لاعب جديد لفريق يجب أن يكون، وفقا لمعايير فنية فردية وجماعية. وأول المعايير هى السرعة، سرعة الجرى وسرعة القرار، وسرعة التصرف فى الكرة. ومنذ بدأت مهارة السرعة كأحد أهم المهارات الفردية فى كرة القدم وصلت الدراسات قبل سنوات إلى أن سرعة اللاعب القصوى فى المسافات القصيرة أهم من سرعته فى المسافات الطويلة، وأن أفضل سرعة للاعب هى قطع 7 أمتار فى الثانية، علما بأن الرقم العالمى للمائة متر عدو باسم أوسان بولت وقدره (9.58 ثانية).. وذلك لمن يستعجب من الأمتار السبعة فى الثانية؟!
** معدل المسافة الذى يقطعها اللاعب فى المباراة الواحدة من ضمن المعايير، وهى تتراوح فى ملاعبنا بين 7 و10 كيلومترات فى أعلى المستويات، لكن مدربا مثل أرسين فينجر تغاضى عن التعاقد مع لاعب يجرى 14 كيلومترا فى المباراة، لأنه يجرى فى مساحات غير مفيدة، وفى توقيت خطأ.
** الأمر نفسه يسير على التمرير، فمن المهم أن تصل دقة تمرير اللاعب إلى 80% على الأقل لوصفه بأنه صاحب مهارة تمرير مميزة. والتمرير يجب أن يكون أماميا وإيجابيا وسريعا، وفيه لمسة الإبداع والابتكار. بالإضافة إلى ملكة تمرير الكرة ثم التحرك لصناعة مساحة اختيار للزميل الذى مررت إليه الكرة. ومن ضمن التمريرات المهمة تلك العرضية، فالملاحظ أن معظم التمريرات العرضية المصرية عبارة عن بالونات ساذجة تذهب إلى رءوس المدافعين.. أليس كذلك؟! ** بالنسبة للمدافعين وللاعبى الوسط، هناك تقييم الأداء بالتمرير الدقيق كما ذكرنا، وهو أمر يسير على جميع اللاعبين، لكن من ضمن مهارات المدافع ولاعب الوسط الضرورية مهارة استخلاص الكرة من الخصم، فهل يكون ذلك بانتظار تسلمه للكرة أم بحرمانه أصلا من استلام الكرة؟
الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تجدها فى مباريات منتخب مصر أمام السنغال وتحديدا المباراة الفاصلة فى تصفيات كأس العالم، فلاعبو السنغال يحرمون لاعبى المنتخب من استلام الكرة. بجانب القدرة على استخلاصها سريعا، لكن فى التاريخ الحديث لكرة القدم هناك مدافع ظاهرة فى مسألة الاستخلاص وهو باولو مالدينى، ففى إحصاء له ثبت أنه ينقض على خصمه لاستخلاص الكرة مرة واحدة كل مباراتين، فهو لا ينتظر أن يستلم منافسه الكرة ليبدأ عملية الاستخلاص، ولكنه يتوقع الكرة، ويتمركز جيدا، وهى مهارات عقلية، بجانب المهارات البدنية والفنية الأخرى!