مجتمع لعبة كونية

مجتمع لعبة كونية..!

مجتمع لعبة كونية..!

 صوت الإمارات -

مجتمع لعبة كونية

بقلم - حسن المستكاوي

** ما زالت القراءة عندى متعة، والآن أحاول الحصول على فرصة وقت لممارسة هذه المتعة التى تحولت إلى حمى الاقتناء، فما أن أدخل مكتبة، حتى تصيبنى الحمى، وأبدأ فى قطف مالذ وطاب من العناوين.. وقد تكدست الكتب التى لم أقرأها، ولم أكمل ما بدأت قراءته، مثل رواية «أولاد الناس ثلاثية المماليك» للكاتبة ريم بسيونى. والاستغراق من علامات الاستمتاع بالقراءة، وقد عدت إلى عصر المماليك فيما قرأت.

** الكتب الرياضية لها جزء فى مكتبتى الصغيرة، وكنت قرأت منذ فترة كتابا ممتعا عن كرة القدم، بعنوان: «مجتمع لعبة كونية».. ومؤلفه هو ريتشارد جيليانوتى أستاذ علم الاجتماع فى جامعة أبردين والكتاب يتحدث عن ثقافة كرة القدم فى دول العالم وكيف أن انتصاراتها تصيب كبرياء الأمم، ويتناول الكتاب أسباب استمرار اللعبة وشعبيتها فى الألفية الثالثة وأساليب اللعب المتطورة.. وكيف تغيرت نظرة المجتمع إلى اللاعب الذى كان بطلا محليا فى منتصف القرن الماضى ثم أصبح نجما دوليا وعالميا فى نهاية القرن ثم القرن الحادى والعشرين.. ويتناول الكتاب ثورة التليفزيون وثمن الفوز وتأثره بصناعة كرة القدم والإعلان وارتباط الثورة بالثروة، وظهور المصالح الكبرى وقضايا الفساد الكبرى.

** والكتاب شأن مئات الكتب الرياضية عامة، والتى تصدر عن كرة القدم بصفة خاصة، فى العالم الآخر سنويا عن أندية وبطولات وأبطال، وعن لعبات أيضا، ويتناول أدباء عندهم ثقافة رياضية كرة القدم بمنتهى الجدية والتحليل، سواء من ناحية التاريخ أو القيمة، فتشعر أنك أمام لعبة لا يستهان بها، ولا يمارسها بالضرورة أهل إسبرطة أصحاب العضلات والجماجم الفارغة.

** وتستطيع أن تتوجه إلى أى مكتبة فى شارع أوكسفورد بإنجلترا أو فى روما لكى تصيبك الحيرة، وأنت على وشك الاختيار بين عشرات الكتب الجادة التى تتناول لعبات أو لعبة كرة القدم.. بينما ستجد الأمر مختلفا فى شوارعنا ومكتباتنا، حيث تعانى المكتبة الرياضية المصرية والعربية فقرا شديدا، فى إصدارتها وفى إنتاجها، بينما العالم من حولنا يهتم بالرياضة ويعتبرها ثقافة، وينتج لها الأفلام الروائية التى تجمع بين قصة درامية بين طرفين أو عدة أطراف، وبين قصة لعبة وبطل وبطلة وكيفية التدريب الشاق، والحرمان من مباهج الحياة لكى تصل إلى مستوى البطولة. وبالطبع فإن كتابة سيناريو يمزج بين الراوية والرياضة يحتاج إلى كاتب متخصص يعرف يعنى إيه رياضة ويعنى إيه بطولة؟

ولن أتحدث عن كثير من الأفلام المصرية التى تحشر فيها الرياضة حشرا، وتخرج تافهة ومملة وثقيلة، ومسطحة، لكننى أتحدث عن الكتاب الرياضى، وأعرف أنه لا يوجد ما يدعو للتعجب إذا عرفنا أن عدد الإصدارات الجديدة سنويا فى الولايات المتحدة يصل إلى 100 ألف عنوان بينما فى مصر أكبر الدول العربية لا يزيد عدد الإصدارات السنوية الجديدة على 5 آلاف عنوان.

** لكن الكتاب الرياضى العربى فقير، والقليل منه يتعامل مع اللعبة بالبحث وبجدية، ويتناول قصص بطولات بالتحليل والتفسير، أو يربط اللعبة أو أندية مثلا بالسياسة والظواهر الاجتماعية. وفى مصر مثلا صدرت عشرات الكتب عن الأهلى والزمالك، وتهدر صفحات الكتاب فى تسجيل نتائج المباريات، وتسليط الضوء على نجوم الفريق، من تاريخ الميلاد ورقم جواز السفر إلى عدد المباريات التى لعبها خلال المسابقة.. وهو ما يعكس نظرتنا المسطحة للرياضة، ولتاريخ الأندية ودورها الاجتماعى والسياسى، ودورها أيضا فى الحركة الرياضية المصرية أو العربية. فالكتاب ليس: «الأهلى حديد.. والزمالك مدرسة لعب وفن وهندسة».!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع لعبة كونية مجتمع لعبة كونية



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates