بقلم - حسن المستكاوي
دخل هدف إسماعيل مطر نجم الوحدة في مرمى شباب الأهلي، في موضع المقارنة مع أهداف مارادونا وميسي وجورج ويا وسعيد العويران، وذلك عندما انطلق بالكرة من منتصف الملعب، وراوغ خمسة من لاعبي «الفرسان»، ثم سدد من حافة منطقة الجزاء، مسجلاً هدفه الجميل الذي سكن الشباك، وسوف يسكن ذاكرة محبيه وعشاق كرة القدم.
وقد توقفت عند تصريح إسماعيل مطر بأنه فور تسلمه الكرة قرر أن يسجل.
كنت دخلت في مناقشات حول قرار مارادونا، وقرار ميسي وكذلك العويران، وغيرهم من نجوم سجلوا مثل تلك الأهداف، فهل عندما تسلم مارادونا الكرة في مباراة إنجلترا قرر فوراً الانطلاق لتسجيل هدفه الشهير في مرمى بيتر شيلتون حارس إنجلترا؟ لا أظن.. لكن قراره الأول كان مراوغة ريد، ثم بيردسلي، وبعد مروره السهل، قرر مراوغة بتشر مرتين، ثم فينويك، ثم وجد نفسه في منطقة بيتر شيلتون، فقرر أن يراوغه ويسجل، هذا الهدف الذي يوصف بأنه أجمل هدف في تاريخ كأس العالم.
الأمر نفسه بالنسبة لميسي، وفي 19 أبريل عام 2007، راوغ ميسي أربعة لاعبين من فريق خيتافي ثم حارس المرمى، راوغ بارديس، وناشو، وأليكس، وبلينجوير مرتين، وحارس المرمى لويس جارسيا.. فهل قرر التسجيل فعلاً لحظة تسلمه للكرة عند منتصف الملعب، أم أن القرار بدأ بالمرور من بارديس، ثم باقي زملائه حتى سجل.
هدف إسماعيل مطر من الأهداف التاريخية في دوري الخليج العربي، لأن إسماعيل لم يراوغ فقط خمسة لاعبين، وقطع مسافة طويلة، جرياً برشاقة وخفة ومرونة فقط، ولكنه هزم السن، وأثبت أنه مازال لائقاً، وهذا الأمر يقودنا إلى مقارنة يفضلها المشجعون، ولم أفضلها أبداً، وهي من هو أفضل لاعب في كل الأزمنة.. وهي مقارنة غير موضوعية وغير دقيقة، لأن لكل جيل نجومه وأبطاله وظروفه. فعلى سبيل المثال، سوف نجد أن جيل عدنان الطلياني وزهير بخيت، وفهد خميس، وغيرهم نال شرف التأهل لكأس العالم، وجيل خالد عيسى، وخلفان مبارك، وعلي سالمين، خميس إسماعيل، وعموري، والحمادي وعلي مبخوت، وأحمد خليل، يوصف بأنه الجيل الذهبي لما حققه في كأس الخليج وكأس الأمم الآسيوية.. مع ملاحظة ارتفاع درجة صعوبة كرة القدم، فاللاعب اليوم مطالب بواجبات ومعدلات جري وجهد بدني أضعاف ما كان مطلوباً من الأجيال السابقة.
يكفي أن نرى في كل جيل أبطاله ونجومه وأهدافه الجميلة، مثل ذلك الهدف الذي سجله إسماعيل مطر في مرمى شباب الأهلي.