بقلم - حسن المستكاوي
تعادل ليفربول ومانشسر سيتي كان خسارة للفريقين، وفوزاً لفريق ليستر الذي تقدم إلى قمة «البريميرليج» برصيد 18 نقطة.
وصحيح أن السيتي بعيد عن دائرة المقدمة، لكنه يظل مرشحاً للمنافسة على اللقب، وقد كانت المباراة صراعاً عنيفاً، حتى أني تخيلت كأني أسمع صوت صدام الأرجل والأقدام والضلوع بين لاعبي الفريقين، بسبب قوة الالتحام وسرعة الجري، والتحول من مواقف الدفاع للهجوم والعكس، وكما جرت العادة في مواجهات يورجن كلوب وجوارديولا، بدت المباراة مثل معركة شطرنج، وبدأها كلوب بخدعة الدفع بأربعة مهاجمين، هم صلاح، وماني، وجوتا، وفيرمينيو الذي هرب كثيراً إلى وسط الملعب.. لكن سرعان ما عالج جوارديولا الموقف، خاصة بعد تقدم ليفربول بهدف لصلاح سجله من ضربة جزاء، فتعادل السيتي وأهدر دي بروين فرصة التقدم، عندما سدد ركلة الجزاء خارج المرمى.
مضت المباراة بمعدلات جري عالية، وحالات إجهاد عضلي للاعبين، أنتجت إصابة سادسة لليفربول، في الدقيقة 62 عندما سقط أرنولد مصاباً، ليتجدد الحديث عن ازدحام جدول المباريات، وهو ما أشار إليه جوارديولا قبل فترة، حين انتقد جدول مباريات «البريميرليج» وجدول مباريات دوري أبطال أوروبا، حيث لعب مانشستر سيتي ثماني مباريات حتى 31 أكتوبر، من بينها مباراتان في دوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي تم استدعاء بعض اللاعبين الدوليين للفريق للانضمام إلى منتخبات بلادهم في الشهر ذاته، وقال جوارديولا: اللاعبون حصلوا على فترة إعداد أسبوعين فقط، وعليهم الآن خوض مباراة كل ثلاثة أيام لمدة 11 شهراً، إنهم ليسوا آلات»..
كذلك وجه يورجن كلوب انتقادات مماثلة لرابطة المحترفين، ولعدم اعتماد التغييرات الخمسة في «البريميرليج»، وهو الأمر الذي ينعكس سلبياً على الفرق الكبيرة التي تخوض منافسات دوري أبطال أوروبا، بجانب «البريميرليج».
وأشارت أصابع الاتهام في الدوري الإنجليزي، إلى تأثير الإجهاد البدني الذي يصيب اللاعبين، وما يترتب عليه من إصابات، نتيجة زيادة إفرازات حمض اللاكتيك في العضلات لتعويض الجسم، عند نقص الأوكسجين في عملية علمية معقدة، حيث تواصل العضلات في تعويض اللاعب إمداد الجسد بالأوكسجين، فيما يعرف بالإنتاج اللاهوائي للطاقة، بمعدلات مرتفعة لمدة تتراوح من دقيقة إلى ثلاث دقائق، تتراكم خلالها مادة اللاكتات، لتصل إلى مستويات عالية في الجسم.
وتمثل زيادة حموضة خلايا العضلات أحد الآثار الجانبية لمستويات اللاكتات العالية. وينتج عن ذلك إصابات عضلية للاعبين بسبب الإجهاد الشديد.
** الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص، ليست مجرد مطاردة يمارسها 22 لاعباً لـ «بالونة» في وسط الميدان!