حراس في المستنقع

حراس في المستنقع

حراس في المستنقع

 صوت الإمارات -

حراس في المستنقع

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

كانت شرارة «النحس» التي جعلت ليفربول يبصر جحيماً لم يره من قبل، ويركع أمام أستون فيلا مستسلماً ومكرها، ولطالما كان بطلاً، أن حارس مرماه أدريان الذي عوض أليسون، أخطأ في تمرير الكرة لأحد زملائه، فحولها أولي واتكينز لاعب أستون فيلا، إلى كرة من نار، قذف بها في عرين «الريدز»، فأحرقه لهباً وحزناً، لأن ما سيضطرم لهب بسبعة ألسنة.
وغير أدريان، حراس كثر، من نوير الألماني إلى دي خيا الإسباني، يخطئون اليوم في تمرير كرات لزملائهم، ليس لأنهم لا يملكون ملكة ولا دقة توجيه الكرة لـ «رجل» الزميل المتحرر من كل رقابة، ولكن لأن ما أصبح يطلب منهم شيء رهيب يضيف لهم أعباء فنية وتكتيكية لا قبل لهم بها، إنهم يرمون من مدربيهم في مستنقع التماسيح.
تذكرون ذات زمن، والاتحاد الدولي لكرة القدم يفجر آخر الأحزمة الدفاعية التي تنسف ملكة الهجوم، بأن حرم على حارس المرمى أن يلتقط بيديه، كرة تمرر من رجل زميله، أن موجة من الأخطاء المحزنة والمضحكة أيضاً ضربت ملاعب العالم، فسابق الحراس الزمن، من أجل تطوير مهارة التمرير بالـ «رجلين» معاً، وفي ذلك تفوق البعض وأخفق الكثيرون، برغم أن مدربي الحراس أبدعوا شبكة من التمارين الفنية لتأهيل حراسهم، وبرغم أن المدربين يعمدون من وقت إلى آخر لترويض حراسهم بدعوتهم للعب بعيداً عن القائمين والعارضة.
اليوم لم يبدع «الفيفا» قانوناً جديداً يقلص من صلاحيات الحراس، ولكن المدربين هم الذين وضعوا قلادة من نار على أعناق حراسهم، عندما حرموا على دفاعاتهم تشتيت الكرات بطريقة بليدة وغير مدروسة، فحتى إن كان الفريق واقعاً تحت ضغط رهيب في منطقته من المنافس، فليس مستساغاً ولا مقبولاً أن يرمى بالكرات اعتباطاً في معترك المنافس، لأن المعاناة التي يتحسسها اللاعبون في استرداد الكرة، لا تعطيهم الحق لإعادتها بشكل ساذج للمنافس، حتى لو كانوا واقعين تحت ضغط يسحق الأعصاب ويضيق الخناق.
كل المدربين يعتبرون أن صناعة التحول التي هي إحدى سمات التفوق في كرة القدم الحديثة، تكون بإخراج الكرة من المنطقة بطريقة مدروسة وعاقلة لا تهور فيها، وحتى لو ضاقت المساحات وقوي الضغط وهاج المنافس مثل الإعصار، ولا بد وأن تحضر حكمة التصرف لدى الحراس والمدافعين.
ولا يأبه المدربون في العادة بارتكاب حراسهم ومدافعيهم، لأخطاء في إخراج الكرات من مناطق ملغومة، لطالما أن البناءات الجميلة تحتاج إلى إخراج الكرات بسلاسة وانسيابية من المناطق الخطيرة والمعتمة، وهذه المعزوفة الرائعة تحتاج في الحقيقة إلى عازفين مهاريين، وإلى نغمة دفاعية لا يكون فيها مكان لا لمدافعين متهورين ولا لحراس يجيدون فقط اللعب بالأيدي، بل لحراس يبدعون بالأيدي والأقدام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس في المستنقع حراس في المستنقع



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 02:38 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

باكستان من بين أسوأ عشر دول من حيث حرية "الإنترنت"

GMT 19:35 2013 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم سياحي مفتوح للجمهور في أحد سجون لندن

GMT 09:53 2018 الأحد ,05 آب / أغسطس

ترجمة وتعريب 1000 درس في "تحدي الترجمة"

GMT 18:11 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس الأردن لطيف الأربعاء وغائم الخميس والجمعة

GMT 06:01 2015 الإثنين ,19 كانون الثاني / يناير

الهند تبني منشآت للطاقة الشمسية فوق القنوات للاقتصاد

GMT 18:53 2016 الإثنين ,11 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لهاتف "نوكيا" بنظام أندرويد

GMT 23:29 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "واتساب" تطرح إصدارًا جديدًا بميزات إضافية جديدة

GMT 19:25 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

سيدة تخون شقيقتها مع زوجها في منطقة سيدي إيفني

GMT 00:31 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"رمان" للتطبيقات تطلق تطبيق "أنت وطفلك - فاين بيبي"

GMT 17:51 2015 الجمعة ,24 تموز / يوليو

معرض تراثي فلسطيني في أسواق بيروت القديمة

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

تطوير ملصق يعلن عن الاعتداء الجنسي وقت حدوثه

GMT 03:55 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

صفاء حجازي تنعي وفاة الراحلة كريمة مختار " ماما نونة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates