بقلم: بدر الدين الإدريسي
راقتني كثيراً العبارة التي اختارها نادي الجزيرة، ليدشن مع جماهيره ومحبيه، ومع كل الذين يتوحدون في عشقهم لكرة القدم، طريق العودة إلى الملاعب، بعد طول توقف بسبب «الجائحة».
وعبارة «حان الوقت»، محمولة على مرامٍ ومغازٍ كثيرة، بعضها اطلعت عليه في تعقيبات جميلة ليوسف حمادي المدير التنفيذي لمجموعة نادي الجزيرة بالإنابة، وهو يقول «نسعى في الجزيرة إلى لم شمل جمهور كرة القدم من جديد، من خلال حبنا المشترك للرياضة، ونظراً للتحديات التي تسببت بها جائحة «كوفيد-19»، فإن بداية الموسم الكروي ستكون مناسبة خاصة، تتجاوز في مضمونها المعنى التقليدي لكرة القدم.
«حان الوقت» لنقدم المساندة لأولئك الذين تأثروا بالجائحة خلال الأشهر الأخيرة، و«حان الوقت» أيضاً للاستمرار في تقديم الدعم للجهود المذهلة للعاملين في الخطوط الأمامية، في المعركة المستمرة ضد هذا الوباء، كما «حان الوقت» لنعبر عن شكرنا لكل من لعب دوراً في تمكين العودة الآمنة للنشاط الرياضي في الدولة.
وأستعير هذه العبارة، لأقول عندما يحين الوقت لتعود عجلة دوري الخليج العربي للدوران بعد «حكمة» الغياب و«منطقية» التوقف الاضطراري، فإن هذه العودة المؤشر عليها برجاحة العقل الذي ما ساوم أبداً في حياة الناس، برغم ما لكرة القدم من مكانة في العقول والقلوب، تقترن بحاجة ماسة إلى أن نقول، ونحن نكبر من حمى كرة القدم من أي هذيان، ومن أبصر جيداً طريق الحياة، وما جعلنا لا نزيغ عنه، ومن وقف عند الخط الأمامي بصدر عار، لحماية بيت كرة القدم من ويلات الجائحة والوباء، «حان الوقت» لأن يكون غد الكرة الإماراتية مختلفاً في التفكير والتدبير، جديراً بقيادته، أميناً على أحلام الإماراتيين، ومستحقاً لكل هذا الذي يرصد من إمكانات «لوجستية» ومالية، يستحيل أن يكون معها النجاح مجرد أضغاث أحلام.
«حان الوقت» لكي تسرع الكرة الإماراتية وتيرة التطور والتغيير على الصعد كافة، لإحلال منظومة العمل التي تشكلت خيوطها الأولى، خلال الخلوات التي نظمها الاتحاد ورابطة المحترفين، بحضور مهندسي نجاح استراتيجيات كروية أوروبية.
«حان الوقت» ونحن على أعتاب موسم كروي جديد، لكي تؤمن عائلة كرة القدم الإماراتية بقيمة المشروع الجماعي، وتجعل من نجاحه قضيتها الأولى، فلا هشاشة ولا نرجسية، ولا انتصار للنظرة الضيقة، ولكن إصرار على العمل الاحترافي، والتزام كامل بفرضياته، واستعداد للمحاسبة على كل مسؤولية كبر أو صغر شأنها.
«حان الوقت» لتقول عائلة كرة القدم بالعمل الذي يثمر نتائج وإنجازات، شكراً للقادة الأمناء على أحلام ومستقبل الإماراتيين، على ما يكفلونه من رعاية موصولة للرياضة ولكرة القدم، سخاء بلا حدود يجب أن يقابله عطاء من دون حدود.
«حان الوقت» ليسير مجدداً قطار الكرة الإماراتية على سكة الأمل.