بقلم: بدر الدين الإدريسي
لا حاجة لاختلاق المبررات، بل لا وقت لالتماس الأعذار، أو البحث عن «غربال» يخفي شمس الحقيقة المؤلمة، وخروج العين آسيوياً هو مجرد تحصيل لحاصل متكرر، يقول إن العين ابتعد كثيراً عن مستوياته، نأى بنفسه عن الصور الجميلة التي صدرها قبل زمن، بل يكاد يكون نسخة غير متطابقة مع النسخة الأصلية التي جعلت منه زعيم الكرة الإماراتية وفارسها الآسيوي الأول، أول من جلب السعادة قارياً لجماهير الكرة الإماراتية.
ولجماهير «البنفسج» كل الحق في إبداء الحزن من هذا الذي يشاهدونه مستنسخاً من أداء جماعي لا يليق بالعين، لهم كامل الحق في إظهار عدم رضاهم عن المستوى الذي لا يتناسب مع قيمة وقامة العين، وطبعاً تقع مسؤولية هذه النتائج على الإدارة الفنية، ثم على اللاعبين، كما أن هذا الهبوط الفني الحاد يستوجب طرح الأسئلة في صورة نقد ذاتي صريح، يكشف الأخطاء ويتطلب عملية تصحيح كاملة.
بعد الرباعية أمام السد، استغربت أن يعمد البرتغالي بيدرو إيمانويل المدير الفني للعين، إلى تعليق بعض من وجع الخسارة والخروج المبكر من دور المجموعات على شماعة الحكم، مع أن المباراة أسوة بما سبقها، كشفت عن أخطاء تكتيكية كثيرة، جعلت من الفريق يتراجع تكتيكياً أمام المنافس، ولم يكن فيها التحكيم سوى جزئية صغيرة، لا يمكن الأخذ بها.
غير هذا وجد محمد عبدالرحمن لاعب العين، في نقص الجاهزية البدنية، بسبب قرار اتحاد كرة القدم بعدم استكمال دوري الخليج العربي تحت وطأة الجائحة، «قشة» تمسك بها لتبرير الإخفاق آسيوياً في الفاصل التنافسي المستكمل، والحال أن مواطنه الشارقة الذي خرج من نفس الخيمة، ليصل إلى الحلقة المستكملة من دوري الأبطال، من دون أدنى تنافسية، قدم عروضاً رائعة في مبارياته الثلاث أمام الدحيل «ذهاباً وإياباً»، والتعاون السعودي، وهما في تمام تنافسيتهما، بل إنه تفوق بدنياً وفنياً على منافسيه، وأحرز فوزين بحصتين عريضتين، أنعشا حظوظه في التأهل إلى الدور المقبل، إذ إن الفوز اليوم على بيروزي الإيراني سيصعد بالنادي الملكي إلى دور الستة عشر.
لا مجال إذن للاختباء وراء أي أعذار، فهذا الذي بلغه العين من تراجع يفرض مسحاً وافتحاصاً دقيقين، يعقبهما تصحيح لما اختل في المشهد الكروي العيناوي، فلا مرجعية «البنفسج»، ولا رصيده المبهر من النجاحات الكروية التي حققها، بالاعتماد على فكر رياضي خلاق ومبدع، يسمحان له بمواصلة هذا العزف النشاز، ولا الكرة الإماراتية التواقة لإقلاع جديد، يمكنها أن تسعد بجيل مبهر من الإنجازات، من دون أندية قوية ومنتعشة، وأولها العين.