ميسي ليس خائناًً
آخر تحديث 22:08:31 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 17 شباط / فبراير 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ميسي ليس خائناًً!

ميسي ليس خائناًً!

 صوت الإمارات -

ميسي ليس خائناًً

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

الذين عشقوا برشلونة، من فرط انبهارهم بسحر ليونيل ميسي، ولا يستطيعون تصديق أن الجوهرة التي أشاعت البهجة بينهم، سترحل للأبد عن سمائهم، هم من يبكون اليوم بحرقة، هم من يطلقون شرارة الغضب مستعرة مثل البركان، فيحرقون من حولهم كل الذكريات، وهم من يهددون إدارة برشلونة بإحراق «الكامب نو».
والذين أعماهم نبأ الرحيل، وقد تصوروا أن ليونيل ميسي محجوز بالكامل لبرشلونة، ولا حق لأحد بانتزاعه من «مملكة البلوجرانا»، ومن يجرؤ على مجرد الاقتراب منه، وقد ارتفع سقف التأميم ليصل إلى 700 مليون يورو، هم من يكثرون تحت وقع الصدمة، من الوعيد والتهديد، بل منهم من كسروا الأضلع وعصوا نواهي القلب، فرموا ميسي بالخيانة العظمى، رغم الملاحم الكروية التي صممها بإبداع لا يجارى منذ وصوله شبلاً إلى برشلونة، الملاحم التي جعلت منه أحد عظماء كرة القدم على مر التاريخ.
لو نحن خرجنا من جلباب التصوف، واستنشقنا هواء المنطق، لجزمنا بأن ليونيل ميسي محق في طلب المغادرة الطوعية عن «كتالونيا»، لأن من يريد أن يربطه ربطاً تعسفياً ببرشلونة، دون أي ناد آخر، إنما يمارس في حقه الاستعباد المنبوذ الذي لا يليق بالعباقرة، فميسي بحاجة لكوكب آخر ينثر فيه ضوءه النيزكي، بحاجة إلى تجربة جديدة تلهمه وتغذي طاقة إبداعه، وتطلق العنان مجدداً لنبوغه، وقد شعر لأسباب كثيرة أنه في برشلونة قل الهواء، وضاق العيش، وتقلصت مساحات الإبداع.
وكما أن ميسي بحاجة للتحرر من نمطية برشلونة، بعد سنوات حقق خلالها ما لم يسبقه إليه أحد من عظماء كرة القدم الذين مروا على النادي «الكتالوني»، فإن برشلونة وقد تأكد له بما لا يدع مجالاً للمزايدة، أنه بحاجة إلى ثورة شاملة، تغير نمط العيش وأسلوب اللعب وشخصية النادي، من دون أن تمس شعرة في هويته، بحاجة لأن يفعل ذلك بمنأى ومعزل عن ميسي، فلا قوة ولا جاذبية شخصية ميسي ولا سنه، وقد دخل البرغوث المنعرج الأخير في مساره كلاعب، تسمح بأن يبني «البارسا» عليه مشروعه الجديد.
من مصلحة برشلونة إذاً، لإنجاح هذا الانتقال الصعب والشاق الذي عاش في السابق مثيلاً له، ولبناء مشروع ما بعد ميسي وما بعد «التيكي تاكا»، أن يحدث ذلك بعيداً عن المؤثرات الضوئية لكوكب ميسي، الذي إن رحل اليوم عن سماء برشلونة، بعد 12 سنة من الومضات النيزكية الساحرة، ليشرق في سماء أخرى، فلن يرحل أبداً عن ذاكرة برشلونة، لأنه جزء من تاريخه الجميل، ولأنه أسطورة من أساطيره الساحرة، إن لم يكن هو أكثر تلك الأساطير سلباً للعقول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميسي ليس خائناًً ميسي ليس خائناًً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 17:36 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:31 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

نسرين قطروب تُثير الجدل بين جمهور سعد المجرد

GMT 15:57 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

القردة أيضًا تعاني من أزمة منتصف العمر

GMT 14:57 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سلمى حايك تبدو أصغر من سنواتها الخمسين في " LACMA"

GMT 14:59 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ليدي غاغا ترتدي بدلة بيضاء جذابة في حفلة خيرية

GMT 09:57 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يهبط بفعل المخاوف من موجة كورونا ثانية

GMT 18:14 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 13:52 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

صدور طبعة ثانية من رواية "إيميلات تالى الليل"

GMT 19:50 2013 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم يقدم برغر مجاني لـ320 ألف موظف أوقفهم البيت الأبيض

GMT 21:37 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

ياسمينا تفوز بثقة أعضاء لجنة تحكيم "أراب جوت تالنت"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates