ميسي ليس خائناًً

ميسي ليس خائناًً!

ميسي ليس خائناًً!

 صوت الإمارات -

ميسي ليس خائناًً

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

الذين عشقوا برشلونة، من فرط انبهارهم بسحر ليونيل ميسي، ولا يستطيعون تصديق أن الجوهرة التي أشاعت البهجة بينهم، سترحل للأبد عن سمائهم، هم من يبكون اليوم بحرقة، هم من يطلقون شرارة الغضب مستعرة مثل البركان، فيحرقون من حولهم كل الذكريات، وهم من يهددون إدارة برشلونة بإحراق «الكامب نو».
والذين أعماهم نبأ الرحيل، وقد تصوروا أن ليونيل ميسي محجوز بالكامل لبرشلونة، ولا حق لأحد بانتزاعه من «مملكة البلوجرانا»، ومن يجرؤ على مجرد الاقتراب منه، وقد ارتفع سقف التأميم ليصل إلى 700 مليون يورو، هم من يكثرون تحت وقع الصدمة، من الوعيد والتهديد، بل منهم من كسروا الأضلع وعصوا نواهي القلب، فرموا ميسي بالخيانة العظمى، رغم الملاحم الكروية التي صممها بإبداع لا يجارى منذ وصوله شبلاً إلى برشلونة، الملاحم التي جعلت منه أحد عظماء كرة القدم على مر التاريخ.
لو نحن خرجنا من جلباب التصوف، واستنشقنا هواء المنطق، لجزمنا بأن ليونيل ميسي محق في طلب المغادرة الطوعية عن «كتالونيا»، لأن من يريد أن يربطه ربطاً تعسفياً ببرشلونة، دون أي ناد آخر، إنما يمارس في حقه الاستعباد المنبوذ الذي لا يليق بالعباقرة، فميسي بحاجة لكوكب آخر ينثر فيه ضوءه النيزكي، بحاجة إلى تجربة جديدة تلهمه وتغذي طاقة إبداعه، وتطلق العنان مجدداً لنبوغه، وقد شعر لأسباب كثيرة أنه في برشلونة قل الهواء، وضاق العيش، وتقلصت مساحات الإبداع.
وكما أن ميسي بحاجة للتحرر من نمطية برشلونة، بعد سنوات حقق خلالها ما لم يسبقه إليه أحد من عظماء كرة القدم الذين مروا على النادي «الكتالوني»، فإن برشلونة وقد تأكد له بما لا يدع مجالاً للمزايدة، أنه بحاجة إلى ثورة شاملة، تغير نمط العيش وأسلوب اللعب وشخصية النادي، من دون أن تمس شعرة في هويته، بحاجة لأن يفعل ذلك بمنأى ومعزل عن ميسي، فلا قوة ولا جاذبية شخصية ميسي ولا سنه، وقد دخل البرغوث المنعرج الأخير في مساره كلاعب، تسمح بأن يبني «البارسا» عليه مشروعه الجديد.
من مصلحة برشلونة إذاً، لإنجاح هذا الانتقال الصعب والشاق الذي عاش في السابق مثيلاً له، ولبناء مشروع ما بعد ميسي وما بعد «التيكي تاكا»، أن يحدث ذلك بعيداً عن المؤثرات الضوئية لكوكب ميسي، الذي إن رحل اليوم عن سماء برشلونة، بعد 12 سنة من الومضات النيزكية الساحرة، ليشرق في سماء أخرى، فلن يرحل أبداً عن ذاكرة برشلونة، لأنه جزء من تاريخه الجميل، ولأنه أسطورة من أساطيره الساحرة، إن لم يكن هو أكثر تلك الأساطير سلباً للعقول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميسي ليس خائناًً ميسي ليس خائناًً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates