جوارديولا بريق السماوي

جوارديولا بريق السماوي

جوارديولا بريق السماوي

 صوت الإمارات -

جوارديولا بريق السماوي

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

عندما يتعلق الأمر بعزف كروي يكون أحد وتريه إنجليزياً، نفهم كيف أن اللحن لا يأتي منساباً، والمسرح خال من جمهور أنفاسه الساخنة، وهي ما يبعث الحياة في مسرح العرض، لذلك قدرت أن تأتي المواجهة بين مانشستر سيتي وريال مدريد باستاد الاتحاد في إياب الدور ثمن النهائي لأمجد الكؤوس الأوروبية، وهي تلعب خلف الأبواب الموصدة، مفتقدة لمحركات البهجة، للآهات التي تهيج اللاعبين، وتدفعهم إلى طرق أبواب المستحيل، ولكنني إزاء هذا كله توقعت أن تكون المباراة نزالاً شطرنجياً يبرع فيه المدربان جوارديولا وزيدان في تحريك اللاعبين لحماية مملكتهم التكتيكية، سحر غير مكتمل، ولكنه يغري بالإقبال على مشاهدة المباراة.
كان جوارديولا يعرف أنه إن ضغط عالياً ليخنق شريان ريال مدريد، وإن ملك سلاح الاستحواذ وأخلص لمنظومته، فإنه لن يكون في منأى عن الخطر الداهم الذي يأتي من سلطان أوروبا، كلما أجاد إخراج الكرة من منطقة المناورة، فدون الريال لا توجد أندية كثيرة بإمكانها أن تسلبك رموش عينيك في لمح البصر بهجمات مركزة وسريعة إن أنت نسيت حماية ظهرك.
وأدرك زيدان أن أكثر شيء يمكن أن يطير النوم من عينيه، وهو يصاقر جوارديولا بذكائه التكتيكي الحاد، هو أن يطيل الجلوس في منطقته لصد إعصارات السماوي، ويتسبب ذلك في انكسار المنظومة الدفاعية، التي يصيبها الرشح كلما غاب عنها الجلادياتور سيرخيو راموس.
ما قلته عند التقديم لما أسميته بحوار العبقريين، من أن الجزئيات الصغيرة هي ما ستكتب الفصل الأخير في الملحمة الكروية، هو ما سيحدث، فقد توقع زيدان كل شيء، إلا أن تسقط السماء فوق رأس مدافعه فاران، فيأتي بأخطاء قاتلة منها سجل السيتي مرة ومرتين، ليكرر فوزه على الملكي، ويعبر شامخاً إلى الدور ربع النهائي متخلصاً من ريال، وكلما تقدم في المسابقة التي تروق له طالت أظافره.
ليس القصد أن فاران هو من يتحمل وحده وزر خروج الريال من المسابقة التي يحفظ تضاريسها، وليس القصد أيضاً أن السيتي وهو يكرر باستاد الاتحاد فوزاً كان قد اقتنصه قبل أشهر في جولة الذهاب بالبرنابيو حقق تأهلاً بمحض المصادفة، ولكن ما قصدته أن النزال في نسخة الإياب كان مسرحاً لعرض كروي شاهدنا فيه فواصل من المعزوفة الفنية والتكتيكية، التي يبدع بيب جوارديولا في إبداعها، وهو يدقق في كل التفاصيل والجزئيات، كما شاهدنا عرضاً للتنويع التكتيكي الذي يتقنه زيدان، وفي النهاية التأهل للدور ربع النهائي، كان من نصيب من أجاد القبض على الجزئيات المنفلتة.
بما قدمه السيتي أمام الريال، من عرض قوي ومتوازن، فقد بات مرشحاً فوق العادة ليكون منافساً على اللقب الأوروبي، وشرط الوصول للهدف أن يكون متواضعاً في تقدير ملكاته الجماعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوارديولا بريق السماوي جوارديولا بريق السماوي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 02:38 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

باكستان من بين أسوأ عشر دول من حيث حرية "الإنترنت"

GMT 19:35 2013 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم سياحي مفتوح للجمهور في أحد سجون لندن

GMT 09:53 2018 الأحد ,05 آب / أغسطس

ترجمة وتعريب 1000 درس في "تحدي الترجمة"

GMT 18:11 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس الأردن لطيف الأربعاء وغائم الخميس والجمعة

GMT 06:01 2015 الإثنين ,19 كانون الثاني / يناير

الهند تبني منشآت للطاقة الشمسية فوق القنوات للاقتصاد

GMT 18:53 2016 الإثنين ,11 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لهاتف "نوكيا" بنظام أندرويد

GMT 23:29 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "واتساب" تطرح إصدارًا جديدًا بميزات إضافية جديدة

GMT 19:25 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

سيدة تخون شقيقتها مع زوجها في منطقة سيدي إيفني

GMT 00:31 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"رمان" للتطبيقات تطلق تطبيق "أنت وطفلك - فاين بيبي"

GMT 17:51 2015 الجمعة ,24 تموز / يوليو

معرض تراثي فلسطيني في أسواق بيروت القديمة

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

تطوير ملصق يعلن عن الاعتداء الجنسي وقت حدوثه

GMT 03:55 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

صفاء حجازي تنعي وفاة الراحلة كريمة مختار " ماما نونة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates