أوجِدوا لكرة القدم لقاحاًً

أوجِدوا لكرة القدم لقاحاًً

أوجِدوا لكرة القدم لقاحاًً

 صوت الإمارات -

أوجِدوا لكرة القدم لقاحاًً

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

لو نحن شككنا ولو للحظة، في أن كرة القدم تسير رأساً نحو الإفلاس، وأنها كأي مؤسسة ربحية تتعرض اليوم لأكثر الأزمات والصدمات المالية حدة، ولو نحن رأينا لهذا السقوط الشنيع سبباً واحداً ووحيداً هو جائحة كورونا، ولا شيء سواه، سنكون كمن يحجب الشمس بالغربال، أو كمن يبيع نفسه وهماً ويصدقه.
صحيح أن ما نقف عليه اليوم من أرقام فظيعة للخسائر المالية المتكومة، والقابلة للزيادة، وجائحة كورونا ما زالت تجثم على الصدور، يقول بأن كرة القدم، الرياضة الأكثر جماهيرية وتداولاً للمبالغ المالية الفلكية، تعيش واحدة من أسوأ أزمنتها بسبب أن جائحة كورونا قلصت بنسب مهولة إيراداتها من بيع تذاكر المباريات (تراجعت مبيعات التذاكر بـ 257 مليون يورو لنصف الموسم الماضي فقط)، وبسبب إحجام المؤسسات الاقتصادية الكبرى عن الالتزام بتعهداتها لوجود ظرف قاهر، وبسبب التراجع المهول لعائدات النقل التلفزيوني (أوروبياً قدر التراجع بنحو 937 مليون يورو)، إلا أن المشهد في كارثيته يستدعى الإقرار من دون مكابرة، بأن النظام الاقتصادي لكرة القدم على الوجه القبلي، به عيوب كثيرة ولا مناعة لديه يمكن أن تحول دون انكساره بهذا الشكل الذي يحدث أمامنا اليوم، وقد قدرت التوقعات الاقتصادية، الخسائر المالية لكرة القدم الأوروبية وحدها بثمانية مليارات يورو، وتلك حقيقة صادمة ومؤلمة إن استدعت من الحكومات تدخلاً عاجلاً لحقن الأندية، بضخ مبالغ مالية مهمة على مدار السنتين القادمتين لتجفيف المديونية المنتفخة، والحيلولة دون إشهار الإفلاس، فإنها تفرض موازاة مع ذلك أن يعاد ترتيب البيت بإحلال حوكمة مالية متطورة تأخذ بعين الاعتبار الدرجات الجزافية التي يمكن أن تصلها الموازنات المالية، من دون أن يفتح ذلك طريقاً سياراً نحو الانتحار المالي.
أطلعت مؤخراً على فحوى تدخل جريء لأندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس، وأحد متزعمي مشروع إطلاق دوري أوروبي لـ«20 مميزين»، والذي تعارضه الفيفا لفلسفته التفييئية بل والتمييزية الظالمة، وكان من خلال ندوة مرئية دعا لها أحد المواقع لبحث المستقبل القريب لكرة القدم الأوروبية، ووجدته يقترب كثيراً من الفكر الذي يبشر بمولد نظام جديد لكرة القدم العالمية، من أبرز دعاماته إحداث نمط اقتصادي جديد يستطيع بقاعدته الإسمنتية الصمود في وجه الجائحات، ويتمكن برافعاته الاقتصادية والاجتماعية، أن يستثمر على نحو أفضل في الشعبية الجارفة لكرة القدم. 
إن كرة القدم بهذا المعنى تعيش واحدة من أصعب فتراتها، إن هي لم تبادر إلى إيجاد لقاح يكسبها مناعة ضد جائحات من قبيل جائحة كوفيد- 19، ومن قبيل جائحة الكساد والمضاربات والاستنزاف، إن هي لم تقو على دفع كل هذه المخاطر، فإنها ستسير رأساً نحو السقوط الذي لا قيامة بعده، وعندها لن تنفعها في شيء شعبيتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوجِدوا لكرة القدم لقاحاًً أوجِدوا لكرة القدم لقاحاًً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة

GMT 15:13 2015 الأربعاء ,28 كانون الثاني / يناير

عزيزة يدير ندوة عن مسرح سلماوي في معرض القاهرة

GMT 14:37 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار متفرقة على منطقة جازان في السعودية

GMT 08:53 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

صدور "نادى السيارات" للروائى علاء الأسوانى

GMT 22:58 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

صدور 3 كتب عن تاريخ المغرب وشمال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates