«الأبيض» يستعيد الذاكرة

«الأبيض» يستعيد الذاكرة!

«الأبيض» يستعيد الذاكرة!

 صوت الإمارات -

«الأبيض» يستعيد الذاكرة

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

لن يأخذنا الفوز الودي لـ«الأبيض» على منتخب الهند بنصف دستة أهداف لحدود الهذيان، حتى نلبسه جلباباً فضفاضاً، ولن نفرط في التفاؤل فنتصور أن منتخب الإمارات قد بلغ نهاية نفق سار فيها لسنوات يتلمس ضوء الأمل الذي يطرد للأبد عتمة الظلام، ولكننا لن نبخس هذا الفوز حقه في أنه يمثل فاصلاً بين زمنين، زمن الوجع بفقدان الذاكرة وزمن الانتشاء بعودة هذه الذاكرة، وفي أنه يمثل مرجعاً نستطيع أن نتأسس عليه لنحيط بمساحات التطور لدى «الأبيض»، ولندرك أن المنتخب متى وجد أسلوب اللعب الذي يتطابق مع قدراته الفردية، متى كان لحظة فارقة في الزمن الكروي الآسيوي.
للأمانة وأنا أشاهد ودية «الأبيض» أمام الهند، شعرت بأننا عبرنا صحراء قاحلة، وبأننا انتقلنا على نحو مدهش من منتخب يتعذب بمناقضته لطبيعته الفنية إلى منتخب يستعيد توازنه وألقه ومتعة الحلم بما هو أفضل.
لا وجه للمقارنة بين ما شاهدته من «الأبيض» في مبارياته الأخيرة، حتى تلك التي لعبها أمام العراق، وما شاهدته في ودية الهند، فالفوارق كبيرة لدرجة أنه يصعب معها القياس، «الأبيض» الذي عاقب الهند على سذاجته الدفاعية وحتى على القصور الكبير في منسوب اللياقة البدنية، قدم بخاصة خلال الجولة الثانية الإرهاصات الأولى لميلاد أسلوب لعب حداثي، فيه الكثير من توابل كرة القدم العصرية، من دفاع ضاغط، واستحواذ إيجابي وسرعة الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، وتكريس جيد للنجاعة الهجومية التي ترتبط بسلاسة بناء الجمل التكتيكية وبالتمركز الجيد في منطقة المنافس.
أعرف أن هناك من سيقول إن الذي هزمه «الأبيض» بالستة، منتخب هندي ارتكب الكثير من الحماقات في إدارة المباراة وفي التعامل على الخصوص مع الانتشار الجيد للاعبي الإمارات، ولكن الرد على هؤلاء، يأتي من حقائق كثيرة، أولها أن «الأبيض» هو من ضعف المنافس الهندي بشبكة «الأوتوماتيزمات» الجماعية، بالضغط المتقدم وعلى الخصوص بجعل الاستحواذ إيجابياً، وثانيها أن ما كشف المنتخب الهندي عن عوراته الدفاعية، هو أن مبخوت وليما والأحبابي وفرسان الوسط أفرغوا الهنود من كل شحناتهم البدنية، ومتى خارت القوى البدنية تعطلت لغة الإبداع.
في النهاية لا غاية عندي لأن أقدس هذا الفوز الودي، ولكن ما شاهدته من «الأبيض» في ودية الهند يؤكد ما أنجزه مارفيك من تقدم في ورش بناء منظومة اللعب، بل ويجزم أن منتخب الإمارات قطع شوطاً بعيداً على درب التطابق مع إمكاناته، ويؤكد أيضاً أن انتظام دوري الخليج العربي واحتدام التنافس في نسخته الحالية بين قوى كروية حديثة، أنتج وفرة على مستوى اللاعبين الذين بمقدورهم أن يتلاءموا مع فكر مارفيك، والغاية هي الوصول للبطولة المجمعة بمنتخب له روح وله هوية ومتعطش للانتصارات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأبيض» يستعيد الذاكرة «الأبيض» يستعيد الذاكرة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates