زيدان صانع السعادة

زيدان صانع السعادة

زيدان صانع السعادة

 صوت الإمارات -

زيدان صانع السعادة

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

وجدت في الذي حكاه ديفيد بيتوني المساعد الأول لزين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد المتوج بطلاً لليجا، في حوار له مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية، ما يكمل لوحة الفسيفساء التي وضعتها في مخيلتي رسماً لشخصية زيزو، منذ أن قرر الرجل أن يقف على دكة البدلاء شامخاً شموخ الجبل الذي مثله لنا وهو يبدع على أرضيات الملاعب.
لكي تكون مدرباً جالباً للسعادة ومصمم ألقاب، فلا يكفي أن تكون مهندساً لوصفات تكتيكية لا تطالها معاول الهدم الدفاعية، ولا يكفي أن تتنقل مرناً بين المنظومات التكتيكية وتجيد قراءة منافسيك، ولكن لابد أن تضيف إلى كل هذا ما جاء به زين الدين زيدان، ومثل لكرة القدم الصنف الحديث للمدرب، أن تكون لك شخصية نافذة وأسلوب يعطي الحياة دوماً لكل الذين يحيطون بك، وبخاصة للاعبيك، وأن تتسم بالشجاعة في حماية مملكتك من كل ما يتهددها من غارات.
قال مساعد زيدان: إن زيزو كان يعرف جيداً خطورة العودة إلى ريال رحل عنه أسطورته رونالدو، ولكنه، لإيمانه بمغناطيسه العاطفي وبجاذبيته الإنسانية، نجح في جعل الفريق برمته تحت جناحيه، ليحلق على ارتفاع مبهر فوق كل الجبال البركانية، فوق الغضب المشتعل في الضلوع نتيجة الجفاف، الذي انتشر في الحقول البيضاء بعد رحيل الدون، فوق التشكيك المفرط بعلامات ورموز الإبداع التي جعلت من الريال سلطان أوروبا لهذا الزمان، وفوق كل سحب النقد التي ينشرها العدميون في سماء الملكي.
لم يبدع زيدان أسلوب لعب ولا منظومة يقارع بها «التيكي تاكا» الكتالونية، ولكنه أبدع نمط حياة وأسلوب تعايش وسلوكاً جماعياً هو ما جعل الانتقال يكون سلساً بين الشاكلات، وهو ما جعل كل الميلادات تكون جميلة وطبيعية برغم عسر المخاض. لقد نجح زيدان في إبداع فلسفة مستحدثة في نظام التدبير الفني للفريق، حيث يعلو ما هو ذهني على ما هو بدني وما هو تكتيكي، فمتى ملك المدرب لاعبيه ولم يتملكهم، متى فرملهم ولم يكبح جماحهم، متى أطلق لهم العنان ليبدعوا من دون أن يسقطوا في المحرمات التكتيكية، متى أخذ منهم ما يريد، وزيدان نجح بالمجموعة التي قال الكثيرون إنها شاخت واستنزفت وفقدت الحافز، في الظفر بلقب الليجا، برغم ما اعترى بدايات الموسم من تقلبات.
الثقة والشجاعة والصبر ثلاث صفات اجتمعت في زيدان فانتهت به إلى ما هو أهل له، أن يكون رجلاً يكتب التاريخ الصفحة بعد الأخرى، ويصوغ المجد بعد الآخر، ويسافر متحرراً في أعماق ذاته ليهدينا كل ما هو جميل.
الآن فقط فهمت لماذا هو رائع زيدان، لاعباً ومدرباً.. إنه رائع بإنسانيته.. ومن منحه الله هذه النعمة كان صانعاً للسعادة وجالباً للفرح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيدان صانع السعادة زيدان صانع السعادة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات
 صوت الإمارات - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 20:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:58 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

شرطة نيويورك تبحث عن رجل أضاع خاتم الخطوبة

GMT 09:44 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد بن سعيد يدشن " فندق ألوفت دبي ساوث " فى الامارات

GMT 23:20 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد الشامسي جاهز للمشاركة مع الإمارات أمام عمان

GMT 01:40 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

حمود سلطان يطالب برحيل المدرب الاماراتي مهدي علي

GMT 10:48 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

الطاولات الجانبية في الديكور لتزيين غرفة الجلوس

GMT 19:49 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سيفاس سبور يكتسح قيصري سبور برباعية في الدوري التركي

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحالف معظم الكواكب لدعمك ومساعدتك في هذا الشهر

GMT 08:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي يقهر عجمان بثلاثية في الدوري الإماراتي

GMT 00:38 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

شباب الأهلي يرغب في التعاقد مع الإكوادوري كازاريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates