بلباو الاستثناء الجميل

بلباو.. الاستثناء الجميل

بلباو.. الاستثناء الجميل

 صوت الإمارات -

بلباو الاستثناء الجميل

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

في كرة القدم تكثر الاستثناءات، إلى درجة أنها تكسر كثيراً حكم القاعدة، وما رافق مشهد السوبر الإسباني الذي شذ منذ سنتين عن القاعدة المتداولة، بأن أصبح يلعب بنظام بطولة مصغرة من نصف نهائي ونهائي، يعتبر بالفعل استثناء، هو من أصل هذا المبهم الجميل الذي يلازم كرة القدم.
خلال أول نسخة لـ «السوبر» الإسباني المنقح، والذي استضافته المملكة العربية السعودية العام الماضي، عاد اللقب لريال مدريد بفوزه على فالنسيا في نصف النهائي وعلى جاره أتلتيكو مدريد في النهائي، من دون أن يكون الفريق الملكي المعلن سوبر إسبانيا، لا متوجاً بلقب «الليجا» ولا حتى فائزاً بكأس الملك.
وهذا الاستثناء صاحب أيضاً النسخة الثانية التي أبعدتها «جائحة كورونا» عن السعودية، ذلك أن نادي أتلتيك بلباو الذي لم يعتل لا صدارة الدوري الإسباني، ولا هو خاض نهائي كأس الملك أمام جاره ريال سوسيداد، سيجد نفسه متوجاً بالسوبر الثالث في تاريخه، وكان أجمل الاستثناءات التي تقاس عليها شجاعة وجسارة الأندية لتصبح قاعدة السحر الذي يصاحب مباريات كرة القدم، أن الفريق الباسكي أسقط بـ «ضربة معلم» الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، وقد فعل ذلك بمدرب حضر للتو للإشراف على عارضته الفنية.
الاستثناء الآخر هو أن المدرب الجديد مارسيلينو، لم تحل حداثة وصوله للإشراف على الجهاز الفني لأتلتيك بلباو، من دون أن يرتفع بـ «أسود الباسك» إلى القمة متوجاً إياهم بـ«سوبر إسبانيا».
جعلنا مارسيلينو في قمة الانبهار بما شاهدناه في مباراة نصف النهائي أمام ريال مدريد، فقد أبدع منظومة تكتيكية غاية في الإتقان، أفرغت لاعبي «الميرنجي» من محتواهم التكتيكي، وقادت لاعبيه إلى ربح كل المعارك التكتيكية التي حفل بها اللقاء، بأن حولهم إلى «إسفنجات» تمتص كل السيول.
وبينما ظن كثيرون أن المدرب مارسيلينو سيصاقر برشلونة بالأسلحة نفسها التي أسقط بها الريال، إذا به سيقدم على تحويرات تكتيكية هي من أصل أسلوب اللعب المختلف لبرشلونة، وكم كان مثيراً للإعجاب والدهشة أن يجفف بلباو كل منابع الإبداع في برشلونة التي تجري بأمر من ميسي وجريزمان وبيدري، ليتوصل أمراء الباسك إلى حسم أكثر موقعتين كرويتين ضراوة.
أما آخر الاستثناءات الجميلة، فهو ما علمناه منذ زمن بعيد، من أن بلباو لا يتهافت، كما غيره على نجوم كرة القدم حول العالم، إذ يكتفي بحسب تقليد راسخ باللاعبين الإسبان، بل إنه لا يميل في العادة إلا لمن جرت دماء باسكية في عروقهم.
هذا الذي اعتبره البعض انغلاقاً ومغالاة في «النزعة القومية»، لم يمنع بلباو من أن يتوج 8 مرات بـ «الليجا»، وأن يكون ثاني أكثر الأندية حصولاً على كأس الملك بعد برشلونة بهوية باسكية خالصة.
هل بعد هذا الاستثناء استثناء؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلباو الاستثناء الجميل بلباو الاستثناء الجميل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة

GMT 15:13 2015 الأربعاء ,28 كانون الثاني / يناير

عزيزة يدير ندوة عن مسرح سلماوي في معرض القاهرة

GMT 14:37 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار متفرقة على منطقة جازان في السعودية

GMT 08:53 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

صدور "نادى السيارات" للروائى علاء الأسوانى

GMT 22:58 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

صدور 3 كتب عن تاريخ المغرب وشمال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates