واحسرتاه يا عموري

واحسرتاه يا عموري!

واحسرتاه يا عموري!

 صوت الإمارات -

واحسرتاه يا عموري

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

لا أنكر أنني من أول مباراة شاهدتها لعمر عبدالرحمن مع نادي العين، فتنت بملكاته الفنية وقدرته الكبيرة على إبداع لمحات كروية تنم عن ذكاء وموهبة، وقلت لمن رافقوني خلال تلك المشاهدة إن هذا الفتى يشبه الشلال الذي يغمرنا بالمياه المنعشة، كل لمسة منه يشع منها ضوء الموهبة براقاً، وكل ومضة منه تغسل العيون بماء البهجة رقراقاً.
كان عمر عبدالرحمن يوم شاهدته لأول مرة شامخاً بأدائه، حتى إن كان ما يقدمه على أرضية الملعب لا يقاس أبداً بعمره الصغير، ولا حتى بعوده الطري.
داخل العين احتمى عمر عبد الرحمن بقلاع صلبة، تحصن بهوية البنفسج وتعطر بنسائم البطل، فعبر سريعاً مدائن الدهشة، وبات في زمن قياسي معلمة فنية في ساحة الإبداع الكروي العيناوي، ويوم جاء إلى «الأبيض» عارضاً سحره الكروي، نجح عموري في أن يصبح الملهم الأول إلى جانب قرين المتعة إسماعيل مطر، بل أصبح للخليج ذاك الفارس الجميل الذي انتظرته المنطقة، حتى إن الزملاء والمحللين أجمعوا على تسميته بمارادونا الخليج.
ولكم تمنيت بعد الذي شاع بيننا من سحر عمر عبد الرحمن، بعد أن طاف سريعاً بمدن الإبداع، وقطف في زمن قياسي العديد من الألقاب، أن ييمن الفتى أشرعته نحو أوروبا، فيكون المستقر نادياً أوروبياً يعرض مساحة الإبداع لدى عموري، ويكتشف ما ظل مجهولاً في جغرافية السحر، بل ويجعله يرفع سقف الطموح إلى أبعد نقطة ممكنة، فلا إشباع ولا انطواء.
وأنا أتنقل بين السير الذاتية لعديد الفلتات الكروية التي عرفتها دول الخليج العربي، وأجمع كلنا على أنها لا تقل في مخزونها الإبداعي، وفي طاقات الخلق عن لاعبين كثر توافدوا على أوروبا من قارات أخرى، وجدت أن جل هذه الفلتات تعرضت لما يشبه التأميم، اعتبرت ثروة وطنية غير قابلة للتصدير، وكانت النتيجة أن هؤلاء انتهوا من حيث بدأ غيرهم، رضوا بمشوار كروي صغير جداً، وتواروا كلياً عن الأنظار وخسرناهم نحن قبل أن يخسروا أنفسهم.
بالقطع لا أتمنى أن يكون عموري، وهو يوقع بخط اليد على وصل الانفصال عن الجزيرة التي جاء إليها مؤملاً في مسار كروي متجدد، ليدخل عرين شباب الأهلي، قد كتب على السريع خاتمة لمشواره الكروي، وهو في سن التاسعة والعشرين، إلا أنني ما زلت عند حسرتي الأولى من أن عموري لم تسعفه لا السياقات ولا الظروف لينتقل للعب بأوروبا، كما أنني موقن تمام اليقين من أن مارادونا الخليج كان سيكون برصيد كروي أغنى بكثير من هذا الذي يتوفر عليه اليوم، لو أنه استجاب لنداء أي من الأندية الأوروبية التي آمنت بقدراته الرهيبة، ورأت أن له وعاءً سحرياً يستطيع أن يبهر به العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واحسرتاه يا عموري واحسرتاه يا عموري



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates