وكفى الأفارقة شر الاقتتال

وكفى الأفارقة شر الاقتتال!

وكفى الأفارقة شر الاقتتال!

 صوت الإمارات -

وكفى الأفارقة شر الاقتتال

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

في النهاية أصبح طريق الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سالكاً، لانتخاب قيادة جديدة، لا أشواك ولا مطبات فيه، فقد نجح «بروتوكول الرباط» في تخليص الاستحقاق الانتخابي للهيئة الوصية على كرة القدم الأفريقية من تجاذبات وهلوسات، وعلى الخصوص من تجارة الأصوات التي تنشط عادة في مشهد انتخابي لا يحصل بداخله لا الوفاق ولا الاتفاق، وقد استقر الرأي على أن يتقدم للانتخابات التي ستشهدها الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي بالمغرب مرشح واحد ووحيد، هو الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي المالك لنادي ماميلودي صن داونز، والمحشور في زمرة العشرة الأكثر غنى في القارة الأفريقية..
مؤسف حقاً أن نتحدث اليوم، وقد كسبت كثير من المؤسسات الرياضية الكبرى حول العالم رهان تجويد الحوكمة، وتقدمت خطوات على درب إحلال الأنماط المتقدمة في التدبير، ونجحت في تحصين استقلالية القرار، عن مشهد انتخابي مختنق بأدخنة التربيطات، ومليء بالمتفجرات، تستباح فيه كل قيم النزاهة الفكرية والرياضية، ومؤسف أيضاً أن يكون الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى اليوم واقعاً تحت مؤثرات خارجية تسلبه القدرة على صناعة قراراته وحسم مصيره، فقد كان ضرورياً أن يصبح جياني إنفانتينو رئيس «الفيفا» ضالعاً في هندسة مخارج الإغاثة، التي فرضها وجود أربعة متنافسين على منصب رئيس الاتحاد الأفريقي، وفي تمكين الكونجرس الأفريقي من عبور آمن وخال من مطبات الانتخابات.
وبرغم أن ظاهر الأشياء وحتى جوهر الحوكمة يعيبان مثل هذا التدخل في تقرير مصير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ويعارضان مثل حال الكثير من الأصوات التي ارتفعت محتجة، توغل رئيس «الفيفا» في المعترك الانتخابي، إلا أن عمق الأشياء ودرجات الهشاشة التي بلغها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، واستحالة الخروج من المطب الانتخابي من دون فواتير ثقيلة، يجعلون من تدخل إنفانتينو وكل حكماء أفريقيا أمراً ضرورياً لتجنب الاحتقان، وللخروج من الكونجرس باتحاد أفريقي متحد وقوي، قادر على رفع كل التحديات.
بالقطع، لا يقف «بروتوكول الرباط»، عند مجرد الالتفاف حول باتريس موتسيبي مرشحاً وحيداً ومقايضة الثلاثة المنسحبين، الموريتاني أحمد ولد يحيى، والسنغالي أوجستين سنجور، والإيفواري جاك أنوما، بمناصب نافذة في اللجنة التنفيذية، ولكن يتعداه إلى الالتزام بميثاق عمل جماعي، جوهره استراتيجية تروم النهوض بكرة القدم الأفريقية، والارتفاع بها من الرداءات والهشاشات التي أصابتها منذ زمن ليس بالقريب، وأنتجت ما نشاهده بأم العين من ضعف في صناعة القرارات، وعجز عن مقاومة جيوب الفساد، وعدم قدرة على درء المفاسد التنظيمية ومجابهة الأزمات المالية.
أما الغاية الأخرى لهذه الإستراتيجية، فهي تلقيح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كمؤسسة، ضد وباء الارتجال والتخبط، ومنحه القدرة على صناعة قراراته، وتقرير مصيره من دون وصاية أو إملاءات، وكفى الأفارقة شر الاقتتال على المناصب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكفى الأفارقة شر الاقتتال وكفى الأفارقة شر الاقتتال



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates