بقلم: مصطفى الآغا
لا أعتقد أن دولة الإمارات تحتاج لشهادات من أحد، فتاريخها، ومواقفها، ومساعداتها، وأفعالها، وتميزها، ومكانتها التي وضعتها بين دول أكبر منها عمراً ومساحة وسكاناً، هي التي تتحدث عن نفسها.
أعتقد أن الجميع يتفقون معي، أننا عندما نذكر الإمارات، فلابد أن تكون هناك عبارات مترادفة لها، تخطر مباشرة على ذهن أي عربي، وأي زائر، أو وافد، أو شخص تعامل مع هذا البلد بشكل أو بآخر..
عندما نقول الإمارات، يخطر على بالنا فوراً المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي فتح بلاده للجميع، وساعد الجميع، بغض النظر عن العرق، أو الدين، أو الجنسية، وتشهد له مشاريعه الخيرية في معظم الدول العربية، وحتى في بقاع بعيدة من العالم، ولم أسمع يوماً بشخص واحد يأتي ذكر الشيخ أمامه، ولا يتذكره بالخير، أو يدعو له بالرحمة.
عندما نقول الإمارات، فنحن نتحدث عن الأمن والأمان، والتطور التقني والإنشائي والاقتصادي والسياحي والطيران، وصولاً إلى الفضاء والمريخ، وفي الوقت نفسه نتحدث عن شعب طيب محب للآخر، تعلم من قيادته التسامح والتعايش والتعامل مع الوافد، وكأنه صاحب دار.
عندما نتحدث عن الإمارات، نتحدث عن بلد وقف مع العرب منذ تأسيسه، ومع قضاياهم، وبالطبع القضية الفلسطينية كانت، ولا زالت، وستبقى همها الأول، ولهذا من حقها أن تقوم بما تراه مناسباً لدعم هذه القضية بالطريقة التي تضمن فيها أكبر قدر من المساعدة، بعيداً عن الشعارات والطرق التي جربناها سبعين سنة، ولم تنفع، ولن أخوض هنا في السياسة، ولكنني كواحد يعيش على هذه الأرض الطيبة منذ عشرين عاماً، أشهد أن أهلها وحكامها طيبون ومتواضعون وهمهم عربي، ولدي آلاف الشواهد والأمثلة على مبادرات، كان هدفها الشباب العربي من موريتانيا إلى البحرين؛ أي من المحيط إلى الخليج، وهي بقناعتي كانت، وستبقى داعمة لكل ما هو عربي.
وفي البداية والنهاية لكل دولة رؤيتها، وسيادتها، وقرارها الذي يجب أن نحترمه.