بقلم: مصطفى الآغا
أكيد شعر الإماراتيون بالسعادة، وهم يشاهدون الشيخ راشد بن حميد النعيمي يزور معسكر منتخب بلادهم المغلق بعد أشهر من الحيرة والقلق من فيروس كورونا، وعدم معرفة ما الذي سيحدث لاحقاً في كرة القدم الآسيوية والعالمية، وما الذي سيحدث للتصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات أمم آسيا 2023 وكأس العالم 2022...
ومن تابع القرعة أول مرة، اعتقد أنها ربما الأسهل للإمارات، كونها وضعته مع فيتنام وماليزيا وتايلاند وإندونيسيا، واعتقد الكثيرون أن تايلاند قد تكون هي العقبة الأكبر، تليها ربما فيتنام، التي قدمت أداءً لافتاً في آخر نهائيات لأمم آسيا، إلى جانب الهند، ولكن الصدمة الأكبر لم تكن في تألق فيتنام، التي تصدرت بـ11 نقطة من خمس مباريات، فازت بثلاث وتعادلت باثنتين، ولم تخسر بل في ماليزيا، التي حلت وصيفة بثماني نقاط، بفارق نقطة عن تايلاند، فيما كانت الصدمة الأكبر «للبعض» بالأداء الإماراتي الباهت، بفوزين على ماليزيا وإندونيسيا، ثم خسارتين من فيتنام وتايلاند، ولكن المنطق يقول إن الأبيض فاز على ماليزيا في ديارها، وخسر من فيتنام وتايلاند في ديارهم، وبقيت له أربع مباريات، ثلاث منها على أرضه أمام ماليزيا وتايلاند وفيتنام، وواحدة فقط خارج الديار أمام إندونيسيا، وستبدأ الرحلة يوم 8 أكتوبر أمام ماليزيا، ثم يوم 13 أمام إندونيسيا، أي أن المنتخب حتى في الجدول لديه أفضلية اللعب مع الأقل قوة والتحضير للأقوى، وهما فيتنام وتايلاند، وبالتالي لدى اللاعبين والمدرب فرصة لالتقاط الأنفاس والخروج من قصة كورونا واللياقة البدنية، والدخول في الأجواء التنافسية، وربما يتم خلال تلك الأيام السماح للجماهير بدخول الملاعب، كلياً أو جزئياً، «وهو ما نتمناه، وندعو الله أن يتحقق لجميع أندية ومنتخبات العالم لأن الملاعب بلا جماهير، كالحياة من دون ألوان»...
لهذا، أنا أرى أن الفرصة ما زالت متاحة أمام «الأبيض»، كي يُبيضها، لا يخرج مبكراً من السباق على إحدى بطاقات آسيا المؤهلة لكأس العالم، هذه البطولة التي حضرها الإماراتيون مرة ولكن عام 1990، أي أن هناك جيلاً عمره ثلاثون عاماً لم يشاهد منتخب بلاده في هذه البطولة، ويعيش على ذكريات عتيقة ومهما كانت جميلة، فإن الذاكرة البشرية قصيرة المدى، ومن حق الأجيال الحالية أن تشاهد منتخب بلادها في أهم بطولة كروية في العالم، لا يشارك فقط، بل يترك بصمة، لأن المشاركة لمجرد المشاركة والتوديع المبكر، لم يعودا مقبولين للكثيرين، خاصة بعد أن تركت دول مثل كرواتيا وغانا وكوستاريكا وكورية الجنوبية والشمالية والجزائر والمغرب وتونس والسعودية بصماتها على كؤوس العالم عبر التاريخ ...
نعم من حقهم أن يحلموا، لأنه لا حياة من دون أحلام، ومن دون طموحات، ومن دون إنجازات.