بقلم - مصطفى الآغا
بعد أربعين سنة من العمل الإعلامي، أعتقد أنني صرت قادراً بشكل أو بآخر على انتقاد جائزة معينة، والإشادة بأخرى، من خلال خبرتي مع الجوائز، وبناء على المعايير الصارمة لهذه الجائزة أو تلك، أو محاباتها لفلان لعلاقته الشخصية بالقائمين عليها.
وخلال سنوات عملي الإعلامية، شاهدت جوائز تذهب لغير مستحقيها، وشاهدت جوائز «خلبية» وأخرى «مدفوعة»، وغيرها للمجاملة والمحاصصة، وأنا شخصياً تشرفت في السابق أن أكون عضواً في لجنة تحكيم جائزة دبي للصحافة الرياضية، وهي الجائزة الأبرز عربياً، وأطلقها نادي دبي للصحافة، وكان ولا زال هدفها تقدم الصحافة العربية، وتشجيع الصحفيين العرب على الإبداع.
أسست في نوفمبر 1999 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وانطلقت أولى دوراتها عام 2001، وأهم ما يميز الجائزة، هو نظامها، وطريقة الحصول عليها، بوجود مجلس مستقل، يتألف من أعضاء في اتحاد الصحفيين العرب، وشخصيات إعلامية عربية، ويترأس المجلس رئيس اتحاد الصحفيين العرب، وتتولى أمانة عامة مقرها نادي دبي للصحافة الإدارة التنفيذية للجائزة.
لن تصدقوا حجم التدقيق ولنقاشات والمعايير الصارمة، في انتقاء الأعمال المشاركة أولاً، وفرزها، ثم التفاضل بينها، بناءً على نقاط وعلامات وأسباب، ولهذا من الصعب جداً أن يفوز شخص أو جهة أكثر من مرة، بسبب الصرامة في المعايير أولاً، والمنافسة الشديدة ثانياً، ولكن زملائي في صحيفة «الاتحاد»، ولملحقها الرياضي، فازوا بها 8 مرات، منها ثلاث متتاليات، في آخر ثلاث سنوات، وهو إنجاز كبير، وسط منافسة شرسة بين «الميديا» و«الشوشال ميديا»، وبين الانتشار الهائل لوسائل الإعلام، عبر كل المنصات الرقمية، ما يجعل مهمة «الورقية» صعباً، ولكن الفرس من خيالها، وفارس القسم الرياضي محمد البادع، عرف كيف يعزف على أوتار التميز، وهي تهنئة له، ولفريقه، ولمعتز الشامي صاحب الجائزة، ولـ «أبوظبي للإعلام»، ولكل من يعشق التميز والريادة والرقم واحد.
إنجاز رائع تختم به الاتحاد عام 2020، وتدخل به عام 2021، ولكم جميعاً أقول كل عام وأنتم بخير، فمقالتي القادمة بإذن الله ستكون في 2021.