بقلم: مصطفى الآغا
قيادة دولة الإمارات همها الأول والأخير، هو مصلحة وصحة المواطن والمقيم والزائر ومن يعيش على أرضها، مهما كان عرقه أو جنسه أو مذهبه أو طائفته، هذه المسلمات يعرفها ويعيها كل من عرف الإمارات عن قرب وحتى «عن بُعد»، لأن سمعتها تجاوزت الحدود، وما شاهدناه خلال أزمة كورونا يثبت لنا جميعاً مدى الكفاءة العالية، التي جعلتنا نعيش في حالة أقل رعباً مما عاناه القاطنون في دول عظمى وكبيرة.
والأكيد أن منظومة كرة القدم هي جزء من الدائرة الأوسع، التي هي منظومة الدولة التي ستقرر في النهاية كيف ومتى سيتم التعامل مع الحياة اليومية ومنها الرياضة، وبناء على التعليمات سنرى ما الذي سيحدث على العكس من إسبانيا وإيطاليا مثلاً، حيث تحاول الأندية الكبيرة ومنظومة كرة القدم العودة بأسرع مما ينصح به وزراء الصحة مثلاً.
والأكيد أنه لا توجد لدى أي دولة على سطح الكوكب إجابات واضحة لا عن الزمن، ولا عن الفيروس، ولا عن بقائه من عدمه، ولا عن علاجاته أو لقاحاته، فالكل ينتظر «خرقاً» طبياً أو علمياً، ويبدو أن الوقت الأمثل «عالمياً» هو أغسطس أو سبتمبر، فيما يفكر الطليان في منتصف هذا الشهر، والإسبان في بداية يونيو، والألمان جاهزون، ولكن التجربة وحدها هي التي ستقرر إن كانت العودة المبكرة خطأً كبيراً أو تجربة يمكن القياس عليها، خاصة أن الإنجليز يشترطون أن يتدرب اللاعبون بالكمامات، ولا ندري إن كان ذلك ممكناً أو لا؟ فيما يطالب البعض بالإلغاء كما فعل الهولنديون، ولكنهم يواجهون الآن مشكلة من تصدروا الدرجة الثانية، ومن حقهم «حسب رأيهم» الصعود للأولى، وبالتالي هناك مشاكل قانونية في حالة لم يتم إلغاء الموسم من أوله إلى تاليه، واعتباره وكأنه لم يكن.
اتحاد الكرة والرابطة اتفقا على شهر أغسطس، على أن تتم مراجعة كل الأمور أولاً بأول، وصولاً للحل الأمثل الذي يرضي الجميع، وإن كنت أعتقد أن إرضاء الجميع مسألة نسبية، فهل سيتم لعب كل المباريات المتبقية وحسم اللقب والهبوط خلال شهر أغسطس وبداية سبتمبر، وبالتالي بدء الموسم المقبل مباشرة من بعده.
الأمر وارد على اعتبار أن ما حدث غير مسبوق في التاريخ البشري، وبالتالي على الجميع التعاون، لأن الظروف والأسباب لم تكن بيد أحد، والكل «حايس» من الفيفا للاتحاد الأوروبي إلى اللجنة الأولمبية الدولية التي أجلت أولمبياد طوكيو، إلى مئات الأحداث والبطولات التي تم تأجيلها أو إلغاؤها ودوري الخليج العربي واحد منها فقط.