بقلم: مصطفى الآغا
الأكيد أن العالم كله يتألم من قصة فيروس كورونا التي أصابت مليوني شخص حتى الآن، وأودت بحياة أكثر من خمسين ألفاً، وما زالت تهدد البشرية جمعاء، وأصابت الاقتصاد العالمي في مقتل، وحجرت على المليارات في بيوتهم، وحرمت أصحاب الأعمال من أعمالهم، وأجبرت الكثيرين على ترك وظائفهم، وتركت شوارع المدن الكبرى والصغيرة في العالم خاوية تتشابه في الهجر والألم.
وسط كل هذه السوداوية، نجد أن دولنا العربية بشكل عام، ودولة الإمارات بشكل خاص، تحاول إخراج المواطنين والمقيمين من أجواء التوتر والشد النفسي والعصبي، من خلال مبادرة أطلقتها وزارة الدولة لشؤون السعادة وجودة الحياة، بقيادة الرائعة معالي عهود الرومي وفريق عملها الصغير، مستلهمين عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشهيرة (لا تشلون هم)، وهي العبارة التي تركت أكبر الأثر في نفوس ملايين الموجودين على أرض الإمارات، ومنحتهم التفاؤل والثقة وسط جائحة أخافت العالم، ولكن لم تخف الموجودين هنا؛ لأنهم لمسوا لمس اليد، أن الدولة همها الأول والأخير هو راحتهم، مهما كانت مكلفة هذه الراحة.
فشاهدنا مراكز الفحص بالسيارات، وشاهدنا تسوية أوضاع المخالفين أو الذين انتهت إقاماتهم أو تأشيرات دخولهم، وشاهدنا الطائرات الإماراتية تأتي بطلاب البلاد، أو الموجودين في الخارج إلى وطنهم مجاناً، لا بل تأتي بغير المواطنين، وشاهدنا المستشفيات الميدانية وثبات الأسعار، لا بل خفضها، وشاهدنا عشرات المبادرات المجتمعية للتخفيف من آثار الحجر المنزلي، وصولاً إلى حملة (لا تشلون هم) وهدفها تقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع من دون تمييز أو استثناء، بمشاركة 50 من الأطباء النفسيين والمختصين والملهمين في مجال الدعم النفسي والاجتماعي والمهارات الحياتية التي يمكن لها أن تساعد الناس على تجاوز الآثار النفسية والعصبية، وحتى المرضية المترتبة على فيروس كورونا، لأن المناعة النفسية هي أيضاً من العوامل التي تهزم كورونا، أو تساعده على الانتشار، وهنا يأتي دورنا نحن من نستخدم الإعلام والسوشال ميديا، ولدينا بعض المتابعين، لحث الناس على الالتزام بالحجر المنزلي، ومحاولة التخفيف عنهم، من خلال تحديات ونصائح مقرونة بالفعل، وليس التنظير الذي يقوم به البعض، وحتماً ليس نشر الشائعات والتهويل أو التخويف من كورونا، وفي الوقت نفسه عدم التقليل منه والاستهانة به.
علينا أن ننصح الجميع بالاستماع للجهات الحكومية والرسمية فقط، واتباع نصائح وزارة الصحة والشرطة وأصحاب الشأن، حتى نتجاوز هذه المحنة، وحتى نبقى سعداء في وطن السعادة والأمان.