بقلم: مصطفى الآغا
عنوان مقالتي {بريكسيت} Brexit، هي كلمة جديدة دخلت على اللغة الإنجليزية وسبقت الاستفتاء التاريخي على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانقسام المجتمع والنخب السياسية والإعلامية هناك بين مؤيدين للبقاء ومساندين للخروج، وكان صوت الخارجين أقوى ببضع مئات من الآلاف فقط، ولكن الماكينة الإعلامية الهائلة لروبرت ميردوخ غيرت حتى قناعات المصوتين، وعندما سألوا ميردوخ عن سبب كراهيته الشديدة لأوروبا أجاب بأنه عندما يذهب لمقر رئاسة الوزراء البريطانية فالكل يستمع إليه، ولكن عندما يذهب لبروكسيل «مقر المفوضية الأوروبية» فلا أحد يعيره اهتماما..
الأكيد أن كبار السن «المحافظين على الخصوصية» صوتوا مع الانفصال، في حين صوّت الشباب المرن والمتطلع للاندماج في أوروبا مع البقاء، ومن عاش في بريطانيا، البلد الذي اخترع كرة القدم، سيلمس انفتاحهم على العالم الذي استعمروا نصفه، ولكنهم في الوقت نفسه متشبثون جدا بالتقاليد؛ فما زالت لديهم الملكية ولم يدخلوا اتفاقية شنجين، ولم يتخلوا عن الجنيه الإسترليني، وحتى سياستهم كانت مختلفة عن السياق الأوروبي، وبخاصة عندما تكون أميركا في الوسط.
وأتذكر غضب المحافظين الهستيرية يوم جاء السويدي زفين جوران إيركسون ليدرب المنتخب الإنجليزي بصفته أول أجنبي يقود كرتهم فاعتبروها طعنة في كبريائهم وشرفهم الكروي.
شخصيا، لا أعتقد أنه نجح معهم وإن حاول تغيير العقلية التي بقيت هي السائدة ليبقى المنتخب غائبا عن التتويج بلقب عالمي منذ 1966، وجاءت صدمة أيسلندا في أسبوع الخروج الحزين من نهائي أمم أوروبا لتزيد الطين بلة، وبخاصة أن عدد سكان هذه الدولة 330 ألف نسمة، أي شارع ونص شارع في لندن، أو حتى أقل...
الصدمات تتوالي بأخبار التفكير (في غريب آخر) هو الفرنسي آرسين فينجر، مدرب آرسنال منذ عشرين سنة؛ ليدرب المنتخب الإنجليزي، فثارت ثائرة المحافظين من الإعلاميين والمخضرمين، وطالبوا بمواطن من طينة سام آلارديس أو هاري ريدناب، في حين يصر المنفتحون على مدرب أجنبي يغير طريقة الأسلوب جذريا؛ فالكرة الإنجليزية ينقصها الإبداع والتركيز، وتقتلها النمطية، ومن الطرائف أنه خلال مباراة أيسلندا وضعت صحيفة مشهورة صورة لرئيس الوزراء المستقيل على خلفية الخروج من أوروبا ديفيد كاميرون وهو يتصل هاتفيا بمدرب المنتخب روي هودجسون ويقول له «أحتاج خدماتك في فريقي الوزاري لخبرتك في الخروج من أوروبا».
فعلا، كان أسبوع البريكست من كل منفذ أوروبي.