بقلم: مصطفى الآغا
أكذب إن قلتُ إنه ليس بيني وبين البحرين قصة عشق بدأت عندما زرتها أول مرة عام 1998، حين أسرتني هذه المملكة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بقلوب أهلها الطيبين والمثقفين في معظمهم، ثم توالت الزيارات وتوطدت المحبة إلى أن زرتها يوم الأحد الخامس من يونيو (حزيران) الحالي، ليس كي أحضر فقط النسخة الثالثة من جوائز الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة للعمل التطوعي الرياضي، بل كي أكون أول شخص من خارج البحرين يتم منحه هذه الجائزة التي كانت حكرًا على أهل البلد، لأنها أساسًا وُجدت لهم ولتكريم عطائهم وتمثيلهم لبلدهم في الخارج وخدمته أيضًا في الداخل، لهذا شملت قائمة المكرمين سبعين شخصية، من أبرزهم الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اتحاد البحرين وغرب آسيا لألعاب القوى، والشيخ عيسى بن راشد نفسه الذي تم تكريمه نائب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي عن غرب آسيا، والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وللأمانة فقد كانت سعادتي هذه المرة مختلفة عن كل الجوائز التي سبق أن نلتها شخصيًا أو نالها «صدى الملاعب» الذي بتُّ أنا وهو جزءًا واحدًا رفقة فريق عمل صغير بعدده كبير بإبداعاته وتفانيه ومهنيته، والأهم حياديته، فنحن طوال سنوات البرنامج العشر لم و(إن شاء الله) لن نتوقف عن نبذ التعصب وطرح الحقائق بتجرد ودون شخصنة أو أجندات، والأهم أننا نغطي العالم العربي من محيطه إلى خليجه.
أما أن يتم تكريمنا في جائزة مخصصة لأهل البحرين، فهذا يعني أن البحرينيين اعتبرونا منهم، وهو شرف كبير لنا ومن حق الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل ملك البحرين للشؤون الإنسانية والشباب ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة أن أشكره على هذه اللفتة، وعلى رعايته لجائزة عنوانها الوفاء لمن يمثل بلده وهو على قيد الحياة، بعد أن تعودنا عربيًا على تكريم الأشخاص بعد موتهم وليس أثناء حياتهم.
فالشيخ ناصر يمثل قدوة لشباب بلده وللشاب العربي والخليجي، فهو أولاً عسكري النشأة ويقود الحرس الملكي، وهو ثانيًا رياضي متعدد المواهب وشارك في بطولات الرجل الحديدي، وهو ثالثًا قيادي ناجح وضع الرياضة البحرينية على الخريطة العالمية بترؤسه اللجنة الأولمبية ورعايته لكل الرياضات، خصوصًا ألعاب القوى التي أحرزت ميداليات أولمبية لبلاده، وهو رابعًا شاعر طوّع الكلمة وصنع منها لوحة نسمعها بدل أن نراها.
شكرًا للشيخ ناصر وشكرًا للبحرين وشكرًا لمن يتخذون الوفاء منهجًا وأسلوب حياة.