بقلم: مصطفى الآغا
من غير المنطقي أن نمر على منتدى الإعلام العربي الذي نظمته واستضافته دبي، ممثلة بالمكتب الإعلامي للحكومة ونادي دبي للصحافة، والاثنان بقيادة سيدة إماراتية، تمثلت فكر ومنهج وأسلوب بلدها في الإدارة والقيادة والحياة، هي الزميلة منى غانم المري، من غير المنطقي أن نمر عليه مرور الكرام؛ لأن الهدف الأساسي من إقامته هو إيجاد منصة إعلامية دائمة 365 يوما في السنة، للتواصل والتفكير فيما ينفع مجتمعاتنا العربية التي تعاني ما تعانيه من الأفكار المتطرفة والإرهاب والعدائية والعصبية والتعصب بكل أنواعه، بما فيه التعصب الرياضي الذي فتت اللحمة الوطنية في بعض الدول أو يكاد.
ندوات المنتدى تنوعت حول كل ما يتعلق بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وحتى الإعلام الجديد بوسائل تواصله الاجتماعي، وكانت القمة بجائزة الصحافة العربية التي توجت رئيس تحرير «الشرق الأوسط» ومدير عام قناة «العربية» السابق، وعضو مجلس إدارة مجموعة «MBC» حاليا، الزميل عبد الرحمن الراشد، بجائزة شخصية العام الإعلامية، وهو تكريم كتب عنه رئيس تحرير «الشرق الأوسط» الحالي، الزميل سلمان الدوسري، عبر حسابه في «تويتر» قائلا: «شخصية العام الإعلامية إن لم يستحقها عبد الرحمن الراشد فمن يستحقها؟». وفي نفس يوم التتويج أقام رئيس تحرير أسبق لـ«الشرق الأوسط» هو الزميل عثمان العمير، حفل عشاء بمناسبة مرور 15 سنة على إطلاقها، وتحديدا يوم 21 مايو (أيار) 2001. فهل هي مفارقة أن يكون ثلاثة رؤساء تحرير، حالي وسابقَان، متواجدين في نفس المكان والزمان، وما بين الحالي والأسبق تغير وجه الإعلام بشكل مذهل، ونافست القوة الورقية الهواتف الذكية، التي أجبرت بعض الصحف الكبرى مثل «الإندبندنت» البريطانية على التحول إلى منصة «تويترية» إلكترونية، ولكن العملاق «الشرق الأوسطي» يأبى التنازل عن مكانته الورقية، مع الاعتراف بقوة المنافس الجديد، ولهذا دخل عالمه الافتراضي بكل واقعية.
وبما أن المجال الرياضي هو جزء لا يتجزأ من الهم والاهتمام الإعلامي، لهذا كنت أتمنى لو تم منح الرياضة ما تستحقها من مكانة، قياسا على حجم القنوات الفضائية والملاحق الصحافية والمواقع الإلكترونية، التي تملا الدنيا ضجيجا أكثر بكثير من شقيقاتها السياسية والثقافية والاقتصادية والفنية، فهي على الأقل التي تجمع ولا تفرق. ولا أنكر أن إدارة المنتدى منحت الرياضة في النسخة السابقة ما تستحقه من اهتمام بندوة تشرفت بإدارتها، وضمت نائب رئيس شرطة أبوظبي اللواء محمد خلفان الرميثي، ووزير الاتصال (الإعلام) الجزائري الأسبق، عز الدين ميهوبي، وهو حاليا وزير للثقافة، والزميل الإعلامي المصري حسن المستكاوي، وكانت عن التعصب الذي ترفضه الإنسانية. والبعد الإنساني كان شعار المنتدى هذا العام؛ لأن الإنسان هو غاية الحياة ومنطلقها.