بقلم: مصطفى الآغا
حتى بداية تسعينات القرن الماضي لم يكن لدينا (بعبع) كروي مخيف في آسيا باستثناء كوريا الجنوبية التي توجت بطلة للقارة في أول بطولة تقام عام 1956 ثم في بطولة 1960، ثم جاءت إيران وتوجت بطلة عام 1968 و1972 و1976، إلى أن كسرت الكويت الحاجز الآسيوي، وكان أول منتخب عربي يتوج بطلاً لقارتنا عام 1980، وهي للأسف تعيش هذه الأيام تبعات خلافات كويتية - كويتية أوقفتها دوليًا فخسرت السباق على المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018، وقد تخسر ما هو أكثر من ذلك.
وبعد الكويت جاء المنتخب السعودي الذي بات (بعبع) القارة، عندما هيمن على المشهد الآسيوي ثلاث مرات متتالية 1984 و1988 و1996، ووصافة 1992 و2000 و2007، وتأهل عن القارة لكؤوس العالم أربع مرات متتالية، كان آخرها قبل عشر سنوات في ألمانيا 2006.
ولكن (البعبع) ظهر بداية التسعينات، وهو المارد الياباني الذي كان ملطشة (مع الاعتذار من قساوة الكلمة) لمنتخباتنا العربية، ولكنهم خططوا بشكل صحيح فتوجوا أبطالاً لآسيا أعوام 1992 و2000 و2004 و2011 ووصافة 2015، حين جاءنا (بعبع) جديد هو المنتخب الأسترالي، الذي كنت وما زلت أنادي وأطالب بإبعاده عن قارتنا، لأنه لا ينتمي لها بالأساس ولأنه المستفيد الوحيد من وجوده في آسيا، فأستراليا لم تتأهل لكؤوس العالم سوى مرتين قبل انضمامها للقارة الصفراء عامي 1974 و2000، ومعنا وخلال أقل من عشر سنوات تأهلت مرتين في 2010 و2014، وأتوقع أن تتأهل أيضًا مع البعبع الياباني، والاثنان جاءا في مجموعة السعودية والإمارات والعراق وتايلاند في التصفية التي ستؤهل اثنين من الستة مباشرة إلى روسيا، ولهذا كانت ردود أفعال الشارع الكروي في الدول الثلاثة متشائمة إلى حد كبير مع بعض النفحات المتفائلة والمنادية بالاستعداد الجيد وخوض المباريات القوية قبل مواجهة (البعبعين)، وقبل أن نلعب ضد بعضنا البعض، وأنا عادة لا ألجأ للتاريخ كثيرًا ولا للأرقام، ولكني أحببت أن أذكّر من نسي أو من لم يكن موجودًا آنذاك أننا كعرب كنا أيضًا (بعبعًا) لآسيا، ولكن الفارق أنهم تقدموا أكثر منا ونحن غرقنا في تفاصيل وأمور احترافية وإدارية وحتى إعلامية جعلتنا - إن لم نتراجع - نراوح في مكاننا، بينما اجتهد الآخرون أكثر، فبات من كنا نهزمه بالخمسات والستات (بعبعًا) نحسب ألف حساب لمواجهته.
قرعتنا في كأس العالم حديدية ولكن المثل يقول «لا يفل الحديد إلا الحديد» و«لكل مجتهد نصيب».