بقلم: مصطفى الآغا
من الطبيعي أن يكون لكل إنسان في هذه الحياة، رأيه الخاص في كل الأمور، من رياضية إلى ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية، وغير الطبيعي أن لا يكون للإنسان أي رأي، وأن يكون على هامش الحياة.
ومن الطبيعي أن تكون آراؤنا متوافقة مع ظروفنا، فمثلاً أنا كموظف في محطة تلفزيونية خاصة، ليس من الطبيعي أن أصرح بما يخالف مصلحة محطتي، أو ضد أحد من زملائي، أو أنتقد أحد برامجها علانية، لأن هناك قنوات داخلية متخصصة بهذه الأمور.
هذا الأمر يندرج على الجميع واللاعبين ليسوا استثناء، فمن حقهم طبعاً إجراء لقاءات تلفزيونية وصحفية وإلكترونية، وأن يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكونوا وجوه البرامج حتى الترفيهية، ولكن لا أعتقد أنه من الحكمة أن يدخل اللاعبون في متاهات وتصريحات، هم في غنى عنها، مثل الحديث عن التحكيم مثلاً، وهو ما شاهدناه في الجولة الأخيرة، حين سمعنا تصريحات «صريحة وقاسية بحق التحكيم»، قد يكون صاحبها على حق، ولكن لا أعتقد أنه من حقه الحديث عن التحكيم لوسائل الإعلام، وقد يعرض نفسه لعقوبة من اتحاد الكرة، كما يحدث في دول العالم، خاصة أن الحديث لن يقدم أو يؤخر في النتيجة شيئاً، والكلام نفسه أقوله، عندما يدخل اللاعبون في جدليات ونقاشات، وربما اتهامات وشتائم تجاه شخصيات عامة، فتتطور الأمور وقد تخرج عن السيطرة، لتصل إلى القضاء، وهنا يتشتت اهتمام اللاعب وناديه، وربما منتخب بلاده، وتتشتت أهتمامات الإعلام والجماهير وراء قضية كان يمكن حلها بعيداً عن الأضواء.
ولا أظن أنه من حق أي لاعب، مهما بلغت درجة نجوميته، أي لو كان ميسي أو رونالدو، أن يتحدث عن مدربه أو رئيس اتحاده، أو عن مشاكل في فريقه علناً، لأن مثل هذه التصريحات تضر ولا تنفع، ويمكن أن تحدث شرخاً بين الفريق أو المنتخب الذي يلعب له، ويمكن أن تؤثر سلباً على النتائج، ولهذا يجب على اللاعبين أن يركزوا فقط داخل الملعب، وأن يتركوا التصريحات المستفزة أو الناقدة للتحكيم والإداريين والمدربين والمسؤولين، ضمن القاعات المغلقة، وليس عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا لا يدخل في خانة تكميم الأفواه، بل خانة الضبط والربط والتنظيم، والبعد عن التشويش، والأكيد أنه من حق الإعلام أن يسأل، ولكن من حق اللاعب أن لا يجيب ويترك الإجابة للمعنيين وأصحاب القرار.