بقلم: مصطفى الآغا
قبل المواجهة الإيرانية اليابانية في الدور نصف النهائي من أمم آسيا، كان الكثيرون يرشحون كفة الإيراني على الياباني، لأنه وصل إلى نصف النهائي بشباك نظيفة، وبمنتخب ثابت المستوى، فيما أخاف الياباني جماهيره بأداء باهت أمام تركمانستان وعُمان وفيتنام، وكان يفوز بصعوبة، وحتى كاد أن يخسر أمام عُمان، ولكني وخلال برنامجي «صدى آسيا» عبر شاشة «إم بي سي»، قلت إن الإيراني لم يواجه منتخبات قوية، حتى نحكم عليه مئة بالمئة، فهو لعب مع اليمن، وفاز بالخمسة، ثم فيتنام، وفاز بهدفين، ثم العراق التي أجبرته على التعادل من دون أهداف، وكان يمكن لـ «أسود الرافدين» الفوز لو وجدوا من يترجم فرصهم إلى أهداف.
في دور الـ 16 فاز الإيراني على العُماني بهدفين، ولكنّ العُمانيين أضاعوا ضربة جزاء مبكرة، وفي دور الثمانية تمكن الإيراني من تجاوز سور الصين بثلاثية، ومن لم يتابع المباراة سيعتقد أن النتيجة عريضة وكبيرة، وهي كذلك فعلاً، ولكن بثلاثة أخطاء «كوبي بيست» من بعضها بعضاً، حتى جاءت المواجهة اليابانية، والتي كشفت البطء الكبير في اللعب الإيراني أمام منتخب يلعب «لمسة وباص»، وحتى بعد الهدف الأول ثم الثاني، لم نجد منهم سوى البطء الكبير في التحضير، ونقل الكرة في ملعبهم، ثم عقم في التهديف، وعقم في التفكير وعقم في «فك شيفرة» المنافسين، وهو السبب الرئيس برأيي لغياب الكرة الإيرانية عن منصات التتويج منذ 43 سنة، على العكس من منافسهم الياباني الذي أحرز اللقب أربع مرات في ثماني مشاركات، ووصل إلى النهائي في التاسعة.
الكرة الإيرانية تشبه العربية في كثير من الجوانب، وهي وإن استقرت ثماني سنوات مع البرتغالي كيروش الذي غادر بعد الخسارة من اليابان، إلا أنها تبقى كرة كلاسيكية، على العكس من اليابانية التي نرفع لها القبعة، وهي التي أعلنت عن قوتها الآسيوية أمام إيران تحديداً عام 1992، عندما أخرجتها للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها العشر السابقة في أمم آسيا من الدور الأول، وواصلت هي المشوار وقتها لتتوج بأول ألقابها، بعد أن كانت حصالة لمنتخبات آسيا.