بقلم: مصطفى الآغا
المنتخبات لا تتطور عفو الخاطر، ولا تنافس فقط بالروح القتالية والأمور النفسية، كما يحدث لبعض منتخباتنا العربية وحتى العالمية، ففي يوم تجد منتخباً يحدث مفاجأة أو يحقق انتصاراً تاريخياً أو لقباً لا على «البال» ولا على «الخاطر»، ولكن هذه المفاجأة تبقى فورية، طالما لم تتكرر، وطالما ليس فيها ديمومة أو استمرارية، ولهذا نجد أن الكرة الكورية الجنوبية التي أحرزت أول لقب آسيوي عام 1956، ثم الثاني عام 1960، وإن لم تحرز اللقب من وقتها، إلا أن منتخبها وكرتها دائماً منافسة وحاضرة في نهائيات كؤوس العالم وبين منتخبات المقدمة في القارة ومثلها اليابان، ولكن هناك ضيوفاً جدداً على ساحة التميز والمنافسة في آسيا، ومنهم فيتنام هذا المنتخب الذي أعجبني جداً، خاصة أمام اليابان، رغم خسارته بهدف في ضربة جزاء، أخرجه من ربع نهائي البطولة، وعندما بحثت عن سبب التميز الفيتنامي، وجدت أن شعبها سبب رئيسي، فهو يعشق كرة القدم بشكل كبير، ومن تابع هذا الجمهور في بطولة الإمارات، سيجد أنه كان من الأحلى والأكمل والأجمل، وحضر حوالي خمسة آلاف فيتنامي جاؤوا من بلادهم عبر رحلات سياحية منظمة.
ومن الأسباب اعتمادهم على التخطيط المبكر، وعلى الفئات السنية، فقد وصل منتخبهم لكأس العالم للشباب تحت 20 سنة عام 2017 في كوريا الجنوبية، ثم حصلوا على فضية أمم آسيا تحت 23 في الصين، بعد خسارتهم النهائي أمام أوزبكستان 1-1 بعد التمديد، وفي دورة الألعاب الآسيوية في إندونيسيا، تصدروا مجموعتهم الرابعة، بثلاثة انتصارات على اليابان وباكستان والفلبين، ولم تهتز شباكهم أبداً، وأحرزوا ستة أهداف، ثم فازوا على البحرين في دور الـ16، وبعدها سوريا في الربع نهائي، ثم خسروا من كوريا الجنوبية في نصف النهائي، قبل أن يحرزوا المركز الرابع بالخسارة من الإمارات بركلات الترجيح، وللتذكير فإن مدربهم الكوري الجنوبي معهم منذ 2016، ولديه في المنتخب 7 لاعبين من مواليد 1997، ولاعب واحد مواليد 1989، لهذا يعتقد الكثير من النقاد، أن يابان المستقبل في آسيا، ستكون فيتنام، وكم أتمنى فعلاً أن يدرس «خبراء كرتنا» هذه التجربة، فربما يستفيدون منها والله أعلم.