بقلم: مصطفى الآغا
كنا نظن أننا فعلاً من المتفوقين في عالم كرة القدم على الأقل آسيوياً، فنحن أبطال القارة خمس مرات من أصل 16، بعد تتويج السعودية ثلاث مرات والعراق والكويت مرة، ووصول السعودية إلى النهائي ثلاث مرات، والإمارات مرة، والكويت مرة، إضافة إلى ألقاب عديدة في دوري أبطال آسيا، وكأس الكؤوس الآسيوية، والهيمنة على كأس الاتحاد الآسيوي، ولكننا نسينا أننا كعرب لم نحرز كأس أمم القارة منذ 2007، ولم نتأهل إلى كؤوس العالم، إلا ما ندر، والتأهل يكون للأسماء التقليدية، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا منذ انضمت إلى قارتنا، وبقي «الأخضر» السعودي، هو ممثلنا الوحيد في كؤوس العالم، مع آخر وصول للإمارات عام 1990، أي من أصل كل دول عرب آسيا، لم يصل لكؤوس العالم، سوى أربعة، هم السعودية والإمارات والكويت والعراق، وهذا على مدى 83 سنة، وهناك نهائيات لم يتأهل لها أي منتخب مثل 2010 و2014.
حصيلتنا التاريخية على صعيد الألقاب، إن كانت منتخبات أو أندية جيدة، ولكن هل نتوقع العودة والاستمرار، فما هو مهم ليس أن تتطور فقط، بل أن تواكب تطور الآخرين، لأننا إن بقينا نتطور ببطء السلحفاة، والآخرون بسرعة الغزلان، فلن نتمكن من اللحاق بهم بعد مدة زمنية، كنا نعتقدها بعيدة، فإذا بها تصدمنا، وها هي اليابان وفيتنام وقيرغيزستان وتركمانستان وأوزبكستان والهند والفلبين، تشكل منافسة حقيقية لنا، وقلت اليابان لأننا كنا نهزمها بالـ«درزن» في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، حتى باتت بطلة آسيا منذ التسعينيات، وترفض التنازل لكونها الرقم الصعب في القارة، كما فعلنا نحن مراراً وتكراراً.
نحن نحتاج لوقفة فعلية وليس انفعالية مع كرتنا كمنظومة عمل واحتراف حقيقي، خاصة أن لدينا أهم مقومات اللعبة، وهي المواهب والمنشآت والمال في بعض الدول وإن لم يكن كلها.