بقلم: مصطفى الآغا
أكيد هناك فارق كبير بين الخسارة والسقوط، وإن كنت أرى أنه في عالم كرة القدم «خاصة الحديثة»، كل شيء وارد، ومن كان يتوقع أن تسقط البرازيل على أرضها وأمام جماهيرها، في كأس العالم، هي تستضيفها، بالسبعة أمام ألمانيا، فهو أمر من الخيال «قبل حدوثه».
وبالتأكيد هناك فرق بين خسارة وأخرى، رغم أن المحصلة واحدة، ولكن هناك خسائر تخرج، وأنت مرفوع الرأس، لأنك قاومت ولعبت وقدمت كل ما عندك من جهد وعرق وكفاح وقتالية، فخرجت وسط تصفيق المنافس قبل الصديق، وهناك خسائر تكون فيها المجموعة كلها في أسوأ أيامها، فلا تقدم أي شيء يذكر، وهناك تأتي ردود الفعل الغاضبة، والتي عادة ما تكون آنية تختفي، وتنتهي بعد أول نجاح، أو فوز كبير، أو إنجاز حتى لو كان الإنجاز صغيراً.
خسارة الخمسة للمنتخب الأولمبي أمام أوزبكستان التي خسرت بدورها لاحقاً أمام «الأخضر» السعودي، حركت «المواجع» أكثر من ذي قبل، وفتحت أبوابا للنقاشات، وسمعت وشاهدت وقرأت الكثير من التعليقات التي تطالب حتى بتغيير اللجنة المؤقتة، التي أعتقد أنه لا ناقة لها ولا جمل، ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بما حدث، لأنها ما زالت في أول خطواتها، ومن الخطأ تحميلها وزر إرث كروي عمره سنوات طويلة.
نعم سبق وقلت وأعيد إن منظومة كرة القدم الإماراتية فيها خلل ما، ربما في الاحتراف غير الحقيقي الذي تعيشه، وربما في طريقة إدارة الأندية، وربما في المسابقات، وربما في أمور يعرف الاختصاصيون بواطنها أكثر مني، ولكن هذه الكرة كانت يوماً الأفضل على صعيد الفئات السنية، وكانت يوماً صاحبة لقب أفضل منتخب متطور في آسيا، ولكن الديمومة في التطور، هي ما يبحث عنه الجميع، خاصة أن آسيا كلها تطورت، حتى باتت منتخباتها «الضعيفة سابقاً» تنافس وبقوة، وبالتالي سيكون التأهل إلى كأس العالم أصعب وأصعب، والفوز بالمراكز الأولى على صعيد المنتخبات والأندية أصعب وأصعب، والإمارات دولة متميزة، وتبحث عن الرقم واحد، وكرتها مؤخراً أبعد ما تكون عن الرقم واحد أو اثنين أو حتى ثلاثة، اللهم بعض الومضات الآنية التي تظهر بين فينة وأخرى.
ما تحتاجه الكرة الإماراتية، هي وصفة تغيير شاملة ناجحة دائمة مستمرة، تغير وجه كرة القدم، ربما إلى الاحتراف الكامل، وحتى الخصخصة، أقول ربما فأهل مكة أدرى بشعابها.