بقلم: مصطفى الآغا
أمضيت في الإمارات 18 عاماً مقيماً، وأعمل في حقل الإعلام بكل صنوفه المرئي والمسموع والمكتوب والديجيتال والسوشال ميديا، وخلال هذه السنوات التي لا يمكن اعتبارها «كثيرة» في عمر الدول أو المدن، شاهدت تطوراً مذهلاً في صناعة الإعلام والمحتوى، وفي التطور التكنولوجي المذهل، حيث تم اختراع «الواتس آب» و«فيسبوك» و«تويتر» و«إنستجرام» و«تيليجرام» و«سناب شات»، والتطور الكبير في «يوتيوب» و«جوجل»، ثم ظهور منصات تفاعلية وإخبارية، وحتى درامية مثل منصة شاهد التابعة لمجموعة قنوات «إم بي سي» ومنصة نتفلكس العالمية.
وسط كل هذه التطورات، هناك دول لم تستطع اللحاق بالركب حتى الآن، ودول صنعت الفارق برؤية وقوانين وتشريعات وفرص استثمارية وانفتاح إعلامي، جعلها تسبق حتى من بدأوا المسيرة قبل عقود طويلة من الزمن.
عندما جئت دبي كان عمر نادي الصحافة عامين، واليوم أكمل العشرين، ولكنه يبدو في الخمسين أو الستين أو حتى التسعين من العمر بالنسبة لإنجازاته..
ومن لقاء عابر بين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ومجموعة إعلاميين ألمان، سألهم سموه أين يجهزون عملهم اليومي؟ فأجابوا بأنهم يعملون من مكتب في أحد الفنادق، فأمر فوراً بإنشاء نادٍ للصحافة لكل من يتواجد في دبي مواطنين ومقيمين وزائرين، ثم ولدت جائزة الصحافة العربية، وبعدها مدينة دبي للإنترنت، ومدينة دبي للإعلام، ثم مدن الاستوديوهات والإنتاج السينمائي، وولد منتدى الإعلام الإماراتي، وتبعه منتدى الإعلام العربي، الذي شارك فيه حتى الآن ثلاثون ألف زميل إعلامي في كل مجالات الإبداع الإعلامي، وصولاً إلى البودكاست، ولا ننسى مواكبة دبي لثورة «السوشال ميديا»، وظهور ما يسمى بالإعلام الجديد، والإعلام الرقمي أو «الديجتال»، فجاءت قمم التواصل الاجتماعي، ونادي مؤثري التواصل، لنجد بيننا اليوم 4000 شركة ومحطة تلفزيونية وإذاعية ومنصة إنتاج إعلامي، ونجد مقرات لشركات كبرى، مثل «يوتيوب» و«سناب شات» و«فيسبوك» و«تيك توك» و«إنستجرام»، وغيرها من الشركات العملاقة، ولهذا لم يكن غريباً أبداً أن تتوج جامعة الدول العربية تميز دبي، سوى بمنحها لقب عاصمة الإعلام العربي لعام 2020، حيث تسلمت الصديقة والزميلة المبدعة منى غانم المري، درع هذا الاعتراف الكبير، وهي التي باتت نائبة لرئيس مجلس دبي للإعلام والعضو المنتدب، في خطوة تسبق ما يمكن أن يجود به المستقبل من تطور على جسد الإعلام بكل أنواعه.
هنيئاً لنا تواجدنا في بلد لا ينتظر الآخرين ليواكبهم بل يسبقهم ويجبرهم على مواكبته.