بقلم: مصطفى الآغا
لا فائدة من الحياة ودروسها، إن لن نستفد منها، رغم أن النفس البشرية لا تتعلم إلا من «كيسها».. فمهما قالوا للمدخن إن التدخين مضر بالصحة، وقد يتسبب لك بأمراض، وقد يؤدي إلى موتك، إلا أن الغالبية لا تتعظ، حتى مما أصاب الآخرين، ولا تتوقف إلا إذا دخلت التجربة المرة بقدميها.
وما قدمته لنا كرة القدم الإنجليزية، خلال أقل من عشرة أيام، أعتبرها دروساً في الحياة، وليست فقط دروساً كروية أو رياضية.. ما الذي يعني أن تخسر بالثلاثة، وأن تواجه فريقاً فيه أفضل لاعب في العالم، لا بل لاعب من كوكب آخر هو ميسي، وأنت تواجهه ناقص الصفوف من أبرز لاعبيك، وهو المصري محمد صلاح؟
ماذا يعني أن تدخل في مواجهة برشلونة، وعليك الفوز بالأربعة، حتى تتأهل، وعليك أن لا تستقبل أي هدف، وإلا سيذهب كل جهدك وقتاليتك سدى؟
وما الذي يعني أن تحقق ما قاله عنه العالم كله إنه مستحيل أن يتحقق؟
ما الذي يعني أن تخسر على أرضك بهدف، أمام أفضل فريق في دوري أبطال أوروبا، وهو أياكس الهولندي الذي أخرج يوفنتوس على أرضه، وأخرج قبله ريال مدريد على أرضه أيضاً، وهزمه بالأربعة رغم خسارته ذهاباً 1-2؟
وما الذي يعني أن تتأخر أمام أياكس بهدفين في أول 35 دقيقة؟ هذا قد يعني انهياراً معنوياً وتسليماً بالهزيمة فالمطلوب ثلاثة أهداف.
وما الذي يعني أن تنتهي التسعين دقيقة، وأنت خارج من البطولة رغم تسجيلك هدفين، ثم تسجل الثالث في الدقيقة 96، لتكتب التاريخ وتدخله من أوسع أبوابه، بالوصول إلى نهائي أهم بطولة للأندية في العالم.
هذا درس تعلمناه من ليفربول وتوتنهام، وقبلها قدم لنا ليفربول درساً في القتالية أمام نيوكاسل، رد عليه مان سيتي بمباراة لا تقل قتالية ولا كفاحية أمام ليستر سيتي، فأعاد صدارة الدوري إليه، بعدما انتزعها ليفربول منه قبل ساعات..
ما الذي يعني أن تقاتل على أكثر من جبهة، وأنت متعب ومحبط أحياناً، ثم ناقص الصفوف؟
هذا يعني أن الإحباط ممنوع، وأن اليأس قاتل، وأن «تكسير المجاديف» بعد الخسارة، ليس هو الحل الأفضل لشحذ المعنويات وشد الهمم..
هذا يعني أنك عندما تؤمن بنفسك وبحظوظك مهما بدت قليلة قد يكون المفتاح للنجاح والإنجاز والفرح..
دروس مجانية يقدمها الآخرون لنا فهل نتعلم ونتعظ؟